جيش الرب الأوغندي.. الإرهاب المسيحي ضد الإسلام
تأسست جماعة جيش الرب للمقاومة (LRA) عام 1987 على يد جوزيف كوني، زعيم روحي ادّعى أنّه وسيط إلهي، ونشأت الجماعة في شمال أوغندا كردّة فعل على حكومة الرئيس يوري موسيفيني، وتبنّت الجماعة أيديولوجية دينية متطرفة، ممزوجة بعناصر من المسيحية والممارسات الروحية التقليدية.
اشتهرت جيش الرب للمقاومة بارتكابها جرائم وحشية ضدّ المدنيين، بما في ذلك القتل والاغتصاب والتشويه والاختطاف، وجندت الجماعة أطفالًا بشكل إجباري واستخدمتهم في القتال والاعتداءات، واتُهمت الجماعة بتنفيذ مجازر جماعية وعمليات إبادة جماعية ضدّ مجموعات عرقية محددة، وشردت أعمال العنف التي ارتكبتها الجماعة ملايين الأشخاص في أوغندا ودول مجاورة.
وشهدت الجمهورية الأوغندية، أحداثا سياسية عدة خلال العقود الأربعة الأخيرة، وشهدت حالة من عدم الاستقرار فى الحكم، ما تسبب فى ظهور بعض الجماعات الإرهابية المسلحة، منها ما يعرف بجيش الرب الأوغندى، والذى صنف على أنه واحد من أخطر الجماعات الدينية المسلحة فى العالم.
فى عام 1986 ، انتصر التمرد المسلح الذى يشنه جيش المقاومة الوطنية فى يويرى موسيفينى بحرب بوش الأوغندية وسيطر على البلاد. وشارك فى حرق ونهب وقتل السكان المحليين.
وأدت أعمال العنف التى وقعت فى منتصف ثمانينيات القرن المنقضى إلى تشكيل مجموعات متمردة من صفوف الجيش الأوغندى السابق، كان العديد من هذه المجموعات حاربت مع يورى موسفينى فى انقلابه ضد حكم "أوبوتى" ومع ذلك، فإن الجيش الذى يهيمن عليه الجنوب لم يتوقف عن مهاجمة المدنيين فى شمال البلاد. لذلك، فى أواخر عام 1987 إلى أوائل عام 1988، تم تشكيل حركة مقاومة مدنية بقيادة سيدة تدعى أليس لاكوينا.
لاكوينا لم تحمل السلاح ضد الحكومة المركزية؛ وحمل أعضاؤها فى البداية العصى والحجارة، حيث كانوا يعتقدون إنهم محرسون بروح من الله القدس، وذلك كون أن لاكوينا صورت نفسها على أنها نبى تلقى رسائل من الروح القدس، وطلبت من أتباعها أن يدهنوا أجسامهم بزيت "الشيا" كحماية من الرصاص، وأنهم عليهم ألا يخفون أبدًا أو يتراجعوا فى المعركة، لأن الله يحرسهم.
بحلول أغسطس 1987، سجلت قوات الروح القدس المصاحبة للاكوينا العديد من الانتصارات فى ساحة المعركة وبدأت فى مسيرة نحو العاصمة كمبالا، وفى عام 1988 ، بعد هزيمة حركة الروح القدس بشكل حاسم فى منطقة جينجا وهرب لاكوينا إلى كينيا، انتهز جوزيف كونى، أحد قادة القوات، هذه الفرصة لتجنيد بقايا الروح القدس تحت زعمته.
ورغم محاولات الحكومة الأوغندية لتصفية جيش الرب منذ بداية التسعينيات، إلا إنه ابتداءً من منتصف التسعينيات، تم تقوية جيش الرب بدعم عسكرى من حكومة السودان، التى كانت تنتقم من دعم الحكومة الأوغندية للمتمردين فى جنوب السودان.
حارب جيش الرب ما أدى إلى ارتكاب فظائع جماعية مثل قتل أو اختطاف عدة مئات من القرويين فى أتياك فى عام 1995 واختطاف 139 تلميذة فى أبوك فى عام 1996. أنشأت الحكومة ما يسمى "معسكرات محمية" ابتداء من عام 1996، أعلن جيش الرب وقفا لإطلاق النار لفترة قصيرة خلال الانتخابات الرئاسية الأوغندية لعام 1996، وربما على أمل أن يهزم يويرى موسيفيني.
خلال عيد الميلاد عام 2008، ذبح جيش الرب ما لا يقل عن 143 شخصًا واختطف 180 شخصًا فى احتفال بكنيسة كاثوليكية فى الكونغو الديمقراطية، وقتل 75 شخصا فى كنيسة بدونغو، وقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا فى باتاندى، و 48 فى بانغادى، و 213 فى جوربا.
بحلول أغسطس 2009، أدى إرهاب جيش الرب فى هذا البلد إلى تشريد ما يصل إلى 320000 كونغولى، مما عرضهم لخطر المجاعة، وفى نفس الشهر، هاجم جيش الرب كنيسة كاثوليكية فى إيزو، جنوب السودان، وفى ديسمبر 2009، قتلت قوات جيش الرب بقيادة دومينيك أونجوين 321 مدنياً على الأقل واختطفت 250 آخرين خلال قتال استمر أربعة أيام فى قرية بمنطقة ماكومبو فى الكونغو الديمقراطية، وفى فبراير 2010، قتل حوالى 100 شخص على يد جيش الرب فى كبانغا، بالقرب من حدود الكونغو الديمقراطية مع جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان.
وفى مايو 2010، قتل جيش الرب أكثر من 1600 مدنى كونغولى واختطف أكثر من 2500، بين سبتمبر 2008 ويوليو 2011، قامت المجموعة، على الرغم من تراجعها إلى بضع مئات فقط من المقاتلين، بقتل أكثر من 2300 شخص، واختطفت أكثر من 3000، ونزحت أكثر من 400000 فى جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
فى عام 2007، زعمت حكومة أوغندا أن جيش الرب لديه فقط 500 أو 1000 جندى فى المجموع، لكن مصادر أخرى قدرت أنه كان يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 3000 جندى، إلى جانب حوالى 1500 امرأة وطفل.
بحلول عام 2011، كانت التقديرات غير الرسمية تتراوح بين 300 إلى 400 مقاتل، مع أكثر من نصفهم من المختطفين، يتم تنظيم الجنود فى فرق مستقلة مكونة من 10 أو 20 جنديًا، بحلول أوائل عام 2012، تم تحويل جيش الرب إلى ما بين 200 و 250 مقاتلًا، وفقًا لوزير الدفاع الأوغندى كريسبوس كيونجا.
قال أبو موسى، مبعوث الأمم المتحدة فى المنطقة، فى مارس 2012، أنه يعتقد أن جيش الرب قد تضاءل إلى ما بين 200 و 700 متابع لكنه لا يزال يمثل تهديدًا: "الشيء الأكثر أهمية هو أنه بغض النظر عن مدى قلة جيش الرب، لا يزال يشكل خطراً حيث يواصلون الهجوم ويخلقون الفوضى".