اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

صمت الكاميرات.. طالبان تحكم قبضتها على حرية الإعلام في أفغانستان

حركة طالبان وحرية الإعلام في أفغانستان
حركة طالبان وحرية الإعلام في أفغانستان

حظرت حركة طالبان الأفغانية مؤخرًا العمليات التلفزيونية وتصوير الأشخاص في الأماكن العامة في شمال شرق مقاطعة طخار، وذلك وفقًا لما أوردته مصادر محلية تحدثت إلى لجنة حماية الصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويتها، خوفًا من انتقام طالبان. هذا القرار يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن حرية الإعلام في البلاد، حيث تسعى الحركة إلى تعزيز سلطتها في الأوساط الإعلامية.

تفاصيل الحظر وتأثيره على حرية الإعلام


أعرب كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، مدير البرامج في لجنة حماية الصحفيين، عن قلقه العميق بشأن الحظر الجديد الذي فرضته طالبان على البث التلفزيوني والتصوير الفوتوغرافي في طخار. وأكد أن هذا الحظر يجب أن يثير القلق لدى أي شخص يهتم بحرية الإعلام حول العالم. وأضاف: "يستحق مواطنو أفغانستان حقوقهم الأساسية، ويتعين على المجتمع الدولي أن يتوقف عن مراقبة الوضع السلبي الذي يتدهور بسرعة في البلاد".

وقد تم الموافقة على هذا القرار من قبل مسؤولين بارزين من المديرية العامة للاستخبارات في طالبان، ومديرية الإعلام والثقافة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإضافة إلى مكتب حاكم ولاية طخار. وتجدر الإشارة إلى أن طخار تعتبر المقاطعة الثانية في أفغانستان التي تفرض مثل هذا الحظر، مما يدل على تزايد القيود المفروضة على وسائل الإعلام.

التحول من التلفزيون إلى الإذاعة
في 14 أكتوبر، أعلن قاري يوسف أحمدي، مدير إذاعة وتلفزيون أفغانستان (RTA) التي تسيطر عليها حركة طالبان، عن بدء تنفيذ استراتيجية جديدة تهدف إلى تحويل القنوات التلفزيونية في جميع أنحاء البلاد إلى محطات إذاعية. وفقًا للتقارير، يتم تنفيذ هذه الخطة تدريجيًا، مع وجود خطط لتوسيع الحظر ليشمل كابول، حيث تعمل هناك العديد من المحطات الإذاعية الكبرى.

فرض قيود صارمة على الفعاليات
خلال زيارة لجامعة الشيخ زاهد في مقاطعة خوست، منعت وزيرة التعليم العالي في طالبان، ندا محمد نديم، تصوير الحدث، مما يعكس الطبيعة القاسية التي تتبعها الحركة في التعامل مع وسائل الإعلام. في 23 أكتوبر، أطلقت وزارة الدفاع طالبان بث إذاعة صدى الخالد، التي تديرها الوزارة وتعمل من الفيلق 201 من جيش طالبان، مما يشير إلى جهود طالبان لتعزيز إعلامها الخاص.

قيود سابقة على وسائل الإعلام
في السابق، فرضت طالبان حظراً مماثلاً في مقاطعة قندهار، حيث عُدّت العاصمة غير الرسمية للحركة. وفقًا لشهادات صحفيين مقيمين في المنطقة، تم إصدار أوامر لقنوات الإعلام بعدم بث أو عرض صور للمظاهرات أو أي مشاهد تحتوي على أشخاص أو حيوانات. وأكد سيف الإسلام خيبر، المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لوكالة أسوشيتد برس أن هذا التوجيه هو جزء من تنفيذ قانون الأخلاق الذي تم التصديق عليه مؤخرًا.

قوانين الأخلاق في طالبان
في 31 يوليو، وقع زعيم طالبان هبة الله أخونزاده مشروع قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي تضمن مواد تحدد القيود المفروضة على وسائل الإعلام، بما في ذلك حظر نشر أو بث صور الأشخاص والحيوانات الحية، وهو ما تعتبره طالبان غير إسلامي. وتحتوي القوانين على تعليمات صارمة للنساء بتغطية أجسادهن ووجوههن والسفر مع ولي أمر ذكر، بينما يُمنع الرجال من حلق لحاهم. تصل عقوبة مخالفة هذه القوانين إلى السجن لمدة ثلاثة أيام أو عقوبة يُعتبرها المدعي العام مناسبة.

الانتهاكات المستمرة لحرية الإعلام
منذ تولي طالبان السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس 2021، استخدمت الحركة استراتيجية تدريجية لقمع النشاط الإعلامي في البلاد. شملت هذه الاستراتيجيات فرض حظر على الموسيقى والمسلسلات، حظر أصوات النساء في وسائل الإعلام، فرض ارتداء الأقنعة على المذيعات، حظر البث المباشر للعروض السياسية، وإغلاق محطات التلفزيون، والتشويش على الشبكات الدولية المستقلة التي تبث إلى أفغانستان.

ولتنفيذ هذه السياسات، قامت حركة طالبان باحتجاز واعتداء وتهديد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى خلق بيئة عمل غير آمنة وصعبة للصحفيين الذين يحاولون تغطية الأحداث في أفغانستان.

تظهر هذه التطورات كيف تواصل طالبان تعزيز سيطرتها على المعلومات والتعبير في أفغانستان، مما يزيد من قلق المنظمات الحقوقية والإعلامية حول مستقبل حرية الصحافة في البلاد. يتعين على المجتمع الدولي أن يراقب هذه الانتهاكات عن كثب وأن يتخذ موقفًا فعالًا لردع مثل هذه السياسات القمعية.

موضوعات متعلقة