طالبان تفرض قيودًا جديدة.. حظر نشر صور الكائنات الحية في أفغانستان
أعلنت حكومة طالبان عن قرار جديد يمنع نشر صور الكائنات الحية في وسائل الإعلام الأفغانية، مشيرة إلى أن التطبيق سيكون تدريجيًا في جميع أنحاء البلاد. جاء هذا الإعلان على لسان سيف الإسلام خيبر، المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح خيبر أن القرار يستند إلى اعتبارات دينية، حيث اعتبر نشر صور الكائنات الحية مخالفًا للشريعة الإسلامية. وأكد أن هذا القانون جزء من التزام الحكومة بتطبيق معايير إسلامية صارمة في البلاد.
هذا القرار يأتي ضمن مجموعة من القيود التي أصدرتها طالبان الصيف الماضي، والتي تضم 35 مادة تستهدف تنظيم وسائل الإعلام بشكل أكبر. من بين هذه القوانين، توجد قيود على نشر المحتوى الذي يتعارض مع الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى حظر نشر الأخبار التي قد "تحط من قدر المسلمين".
تاريخيًا، كانت طالبان قد فرضت قيودًا مشابهة خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001، حيث مُنع نشر صور الكائنات الحية أيضًا. كما تضمنت السياسات الجديدة قيودًا صارمة على حقوق النساء، بما في ذلك حظر ظهور أصواتهن أو وجوههن في الأماكن العامة. هذه الإجراءات أثارت ردود فعل سلبية على الصعيد الدولي، بما في ذلك إدانات من قبل الأمم المتحدة، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن حقوق الإنسان في أفغانستان تحت حكم طالبان.
طالبان تفرض قيودًا جديدة على واجهات المحلات.. تغطية وجوه مجسمات العرض في كابول
في مشهد يلفت انتباه المارة، تبرز مجسمات عرض لفساتين الأعراس في كابول، لكن بوجوه مغطاة. تتبع حركة طالبان، التي استعادت الحكم في أفغانستان قبل ثلاث سنوات، تفسيرًا صارمًا للشريعة الإسلامية يمنع تجسيد وجوه البشر، وهذا الحظر لا يقتصر فقط على النساء.
في حي شهر نو وسط كابول، تغطى وجوه المجسمات الرجالية بورق ألمنيوم، بينما تُلف وجوه المجسمات الخاصة بالأطفال بأكياس بلاستيكية. منذ استعادة طالبان للحكم في 15 أغسطس 2021، أرسلت الحركة رسالة واضحة من خلال فرض تغطية الوجوه في نوافذ مراكز التجميل، صالونات الحلاقة، واللوحات الإعلانية باستخدام الطلاء.
بحسب تجار محليين أجرت وكالة "فرانس برس" مقابلات معهم، بدأت تغطية وجوه المجسمات في المتاجر منذ العام الماضي بناءً على طلب وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي أكدت ضرورة أن تكون البيئة "إسلامية".
أحد التجار، الذي يبلغ من العمر 22 عامًا، أقر بأن هذا الأسلوب "يجعل الواجهات قبيحة للغاية"، لكنه أضاف أن ذلك "لا يؤثر على المبيعات". في الأرجاء، تُرى بعض النساء يرتدين العباءات ويغطين أفواههن، متبضّعات بهدوء.
المفارقة تكمن في أن المجسمات تُلبس فساتين زفاف مطرزة بالترتر، رغم أن بعضها يكشف الأكتاف والذراعين والعنق بوضوح. وعبّر أحد البائعين عن قلقه من احتمال أن تُفرض عليهم مستقبلاً تغطية الأذرع أيضًا.
في متجر آخر، أشار صاحب المتجر إلى أن عناصر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يأتون ثلاث مرات يوميًا للتأكد من التزام المتاجر بالتعليمات. وأكد أن شرطة الأخلاق قد قامت بالفعل "بقطع رؤوس" المجسمات باستخدام أدوات حادة.
بدأت هذه الظاهرة في يناير 2022 في هرات، وتوسعت لتشمل جميع أنحاء أفغانستان. بينما تتزايد مشاعر السخط بين الناس، يبدو أن الزبائن لا يشعرون بالصدمة، مشيرين إلى أن "هناك قضايا أكثر خطورة"، مثل الوضع الاقتصادي أو حرمان الفتيات من التعليم.