هيومن رايتس ووتش: طالبان خلقت أسوأ أزمة لحقوق المرأة بالعالم
أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن طالبان خلقت "أخطر أزمة لحقوق المرأة في العالم".
وأشارت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان صادر بمناسبة الذكرى الثالثة لعودة طالبان إلى السلطة في 15 أغسطس 2021، إلى أن أفغانستان تواجه أيضًا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تعاني المساعدات من نقص حاد في التمويل، ويضطر الآلاف من الأفغان إلى العودة إلى البلاد من باكستان، مشيرة إلى أن العديد من الأفغان ما زالوا ينتظرون الهجرة إلى الدول الغربية.
وذكرت هيومن رايتس ووتش، أن "أفغانستان هي الدولة الوحيدة التي يُحظر فيها على الفتيات التعليم بعد الصف السادس"، كما قيدت حركة طالبان حرية حركة النساء، ومنعتهن من العديد من أشكال العمل، وفككت الحماية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، وقيدت وصولهن إلى الرعاية الصحية، كما يُحظر على النساء ممارسة الرياضة وزيارة المتنزهات.
ووصفت فرشتا عباسي، الباحثة الأفغانية في هيومن رايتس ووتش، الوضع بأن النساء والفتيات الأفغانيات "يعشن أسوأ كوابيسهن تحت حكم طالبان". وحثت الحكومات على دعم الجهود الرامية إلى محاسبة قيادة طالبان على الجرائم الخطيرة في أفغانستان.
وأفادت هيومن رايتس ووتش أيضًا بأنه منذ يناير 2024، احتجزت حركة طالبان النساء والفتيات في كابول ومحافظات أخرى بسبب ما أسمته "الحجاب السيئ". وأشار البيان أيضًا إلى أن طالبان فرضت قيودًا شديدة على حرية التعبير والإعلام، واحتجزت وعذبت المتظاهرين والمنتقدين والصحفيين.
وقد تفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب خفض المساعدات الخارجية، الأمر الذي ألحق أضراراً بالغة بنظام الرعاية الصحية في أفغانستان، وفاقم سوء التغذية، وأدى إلى أمراض يمكن الوقاية منها.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن القيود المفروضة على النساء والفتيات أعاقت وصولهن إلى الرعاية الصحية، مما يهدد حقهن في الصحة، كما أن حظر طالبان للتعليم سيؤدي إلى نقص مستقبلي في العاملات الصحيات.
وقالت عباسي "إن الذكرى الثالثة لاستيلاء طالبان على السلطة تذكرنا بأزمة حقوق الإنسان في أفغانستان، ولكنها ينبغي أن تكون أيضا دعوة إلى العمل".
وحثت الحكومات التي تتعامل مع طالبان على تذكيرها باستمرار بأن انتهاكاتها تنتهك التزامات أفغانستان بموجب القانون الدولي.
كما دعت الجهات المانحة إلى تقديم مساعدات مستهدفة لمن هم في أمس الحاجة إليها وإيجاد حلول دائمة للأزمة الإنسانية.
كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش أن أكثر من 665 ألف مهاجر أفغاني رحلتهم باكستان عادوا إلى أفغانستان منذ سبتمبر 2023. ولا يزال آلاف الأفغان الذين فروا بعد استيلاء طالبان على السلطة في حالة من الغموض في دول مثل إيران وتركيا والإمارات العربية المتحدة وغيرها، حيث كانت عمليات إعادة التوطين في الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وكندا، بطيئة وغير كافية.