الاحتجاجات الطلابية.. أول تعليق من الأمم المتحدة عن التظاهرات المناهضة لإسرائيل بالجامعات الأمريكية
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن التدابير «غير المتناسبة» التي اتخذتها الشرطة الأمريكية لتفريق محتجين مؤيدين للفلسطينيين في العديد من الجامعات، حيث تم تفكيك الخيم التي أقاموها. جاء ذلك في بيان صدر اليوم الثلاثاء في جنيف، وفقًا لما نقلته "وكالة الصحافة الفرنسية".
أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن "قلقه إزاء استخدام بعض التدابير التي تتخذها قوات حفظ النظام في عدة جامعات والتي تبدو غير متناسبة في شدتها".
وتشهدت جامعة كولومبيا في نيويورك تصاعدًا في التوترات، نتيجة مواجهة بين الطلاب المتظاهرين لدعم القضية الفلسطينية وإدارة الجامعة، ورفض الطلاب المحتجون تفكيك خيامهم، متعهدين بالبقاء حتى وإن تطلب الأمر استخدام القوة، وذلك على الرغم من التحذيرات التي تنذر بإمكانية فصلهم من الجامعة إذا لم يتفرقوا، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.
جامعة كولومبيا في نيويورك تُعَدُّ مركزًا رئيسيًا لانطلاق المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، والتي انتشرت فيما بعد إلى جامعات أخرى في الولايات المتحدة.
رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، حثّت الطلاب المتظاهرين على تفكيك خيامهم، وذلك بعد فشل المفاوضات بين المحتجين وإدارة الجامعة.
أصدرت جامعة كولومبيا وثيقة بعنوان "إشعار للمخيم"، تطالب فيها المتظاهرين بإخلاء المنطقة بحلول الساعة 14:00 (18:00 بتوقيت غرينتش)، وإلا "سيتم فصلكم في انتظار التحقيق"، وفقًا لما جاء في النص.
ورغم تهديد الجامعة بفصل الطلاب، تعهد المحتجون بالدفاع عن خيامهم المنصوبة في الحديقة الرئيسية لحرم الجامعة في نيويورك. وقرروا الدعوة فورًا إلى مظاهرة تلاها مؤتمر صحافي بهدف "حماية المخيم".
أعلن بن تشانغ، نائب الرئيس المكلف بالتواصل في جامعة كولومبيا، للصحافيين أن الجامعة بدأت تعليق طلاب إداريًا كجزء من إجراءات جديدة لضمان سلامة الحرم الجامعي.
وعندما انتهت مهلة الإنذار، سار عشرات الشباب في الحرم الجامعي، مرتدين كمامات تغطي وجوههم، وصفقوا بأيديهم وهتفوا "فلسطين حرة"، وفقًا لتقرير مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية. وأشارت المراسلة إلى أن حوالي خمسين شخصًا ظلوا في المخيم.
أكدت نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، أن الجامعة كانت تجري محادثات منذ الأسبوع الماضي مع قادة الاحتجاجات حول إخلاء الخيام، لكنها قالت: "للأسف، لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق".
من جانبه، رأى جوزيف هولي، الأستاذ في جامعة كولومبيا، أن بيان الجامعة يعكس "الاستسلام للضغوط السياسية الخارجية". وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن إدارة الجامعة تعتمد على "الافتراض بأن مجرد وجود خطاب سياسي باسم فلسطين يمثل تهديدًا لأشخاص مثلنا اليهود"، واصفًا هذا النهج بأنه "سخيف وخطير".