بريق المسجد العتيق في مالي.. حكاية تراثية تتجاوز الزمن
يعتبر المسجد العتيق في مالي واحدًا من أهم المعالم التاريخية والثقافية في القارة الأفريقية. يقع هذا المسجد في مدينة دجينيه بمنطقة تومبكتو الشهيرة، وهي منطقة تاريخية غنية بالآثار والمعالم التي تعود إلى العصور الإسلامية القديمة.
بُني المسجد العتيق في مالي في القرن الـ 14 الميلادي، خلال فترة سيطرة إمبراطورية مالي العظيمة. وقد بُني هذا المسجد من الطين، ويتميز بتصميمه الفريد الذي يعكس الفن الإسلامي التقليدي. تم تسجيله كجزء من مواقع مالي الأثرية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
يعتبر المسجد العتيق في مالي مركزًا دينيًا وثقافيًا للمجتمع المحلي في تلك المنطقة. يجذب الكثير من الزوار والحجاج من داخل مالي وخارجها، الذين يأتون للصلاة وللاستمتاع بروعة هذا المبنى التاريخي.
مع مرور الزمن، يواجه المسجد العتيق في مالي تحديات الحفاظ على تراثه الثمين. تتضمن هذه التحديات التدهور الطبيعي للمواد البنائية وتأثيرات العوامل البيئية، بالإضافة إلى التهديدات الناجمة عن التطور الحضري والتغيرات الاجتماعية.
تُعَدُّ الجهود المشتركة بين المجتمع المحلي والحكومة والمنظمات الدولية مهمة للغاية في الحفاظ على المسجد العتيق والحفاظ على تراثه. يجب توفير التمويل والموارد اللازمة لصيانة المبنى بانتظام وتطوير برامج تثقيفية لزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.
يُعتبر المسجد العتيق في مالي ليس فقط مكانًا للعبادة ولكن أيضًا رمزًا للهوية والتاريخ الإسلامي في المنطقة. يجب علينا كمجتمع دولي العمل بجدية للمحافظة على هذا الموروث الثقافي الثمين للأجيال القادمة.
يعدّ الجامع العتيق بمدينة جينيه في جمهورية مالي؛ إحدى عجائب إفريقيا، وواحدًا من أكثر العمائر الدينية ذات النمط التقليدي في العالم، إنه أعظم إنجاز للعمارة الساحلية، وأضخم بناء من الطين في العالم؛ يُتوصل إليه عبر أزقّة وحواري مدينة جينيه المبنية من الطوب اللّبِن، وهي مادة البناء الأساسية في المدينة. أسست مدينة جينيه بين عامي 800 و1250م، وازدهرت كمركز كبير للتجارة، وتعاليم الإسلام، وأصبح المسجد العتيق بالمدينة رمزًا للسكان المحليين بالمدينة، ومركزًا للحياة الدينية والثقافية في مُجتمع جينيه؛ كما أنها موقع لمهرجان سنوي يُعقد هناك يُطلق عليه بالفرنسية Crepissage de la Grand Mosquée؛ وبالإنجليزية Plastering of the Great Mosque. وتعني «طلاء الجامع الكبير بطبقة المِلاط» أو كسوته بالطين.
كتب المستكشف الفرنسي رينيه كايلي عن هذا المسجد بالتفصيل خلال زيارته للمدينة سنة 1827م، وهو الأوربي الوحيد الذي شاهد النقش التذكاري قبل أن يتداعى؛ وكتب أنَّ المبنى في حالة سيئة لعدم العناية به، وعدم ترميمه، وذلك بسبب تعرّض المنطقة للسيول والأمطار، والرطوبة، وتضرّر المبنى المنشأ من الطوب اللبن والطين؛ والذي يحتاج إلى إعادة طلاء وكسوة بطبقة الملاط، حيث ذابت كسوته الخارجية من جرَّاء الأمطار (حسب وصف كايلي).
ومن المُحتمل أن تكون زيارته خلال فترة لم يكن قد تمَّ فيها تلبيس المسجد بالكسوة الطينية عدّة سنوات، وربما كانت مواسم الأمطار قد جرفت كل كسوته الطينية، وتآكلت من على الطوب اللبن.
تَّم إعادة بناء المسجد بين عامي 1834 و1836م ليَحِلّ محل البناء الأصلي الذي تضرر؛ والذي جاء في كتابات كايلي عام 1827م. وظهر هذا البناء في رسوم الصحفي الفرنسي فليكس ديبوي عام 1896م بعد 3 سنوات من الاحتلال الفرنسي للمدينة.
وكان الجامع الذي ظهر في رسوم ديبوي أكبر من سابقه؛ ويتضمن مجموعة من أبراج المآذن المنخفضة، ودعامات الأعمدة المتساوية، وقد اكتمل بناء المسجد عام 1907م، ويرى البعض أن الفرنسيين قاموا ببنائه خلال فترة احتلالهم للمدينة بدءًا من عام 1893م؛ ومع ذلك لا تُوجد وثائق تُعضّد هذه