جامع الأمير سليمان أغا السلحدار.. رمز من رموز تاريخ مصر العثماني
تعتبر مصر واحدة من البلدان التي تحتضن تاريخًا غنيًا بالمعابد والمساجد الرائعة، ومن بين هذه المعالم الدينية الرائعة يبرز جامع الأمير سليمان أغا السلحدار كواحد من أهم المساجد التي شيدت في عصر أسرة محمد علي في مصر، تم بناء المسجد في عام 1839م (1255هـ)، وهو يشكل جزءًا لا يتجزأ من تراث العهد العثماني في البلاد.
يقع جامع الأمير سليمان أغا السلحدار في حارة برجوان بشارع أمير الجيوش المعروف أيضًا بشارع المعز لدين الله، ويمتد إلى شارع النحاسين من ميدان باب الشعرية، يتألف المسجد من صحن رئيسي لإقامة الشعائر الدينية وسبيل لسقي المارة وكتاب لتعليم أيتام المسلمين.
تم بناء هذا الجامع على يد الأمير سليمان أغا السلحدار، الذي كان شخصية بارزة في الحياة السياسية في عهد محمد علي باشا، وقد لعب دورًا هامًا في مصر، حيث كان أحد الأشخاص الذين دبروا مذبحة القلعة مع محمد علي، وتوفي في عام 1845م، ودُفن في مقصورة الدفن التي أعدها لنفسه ولأسرته في قرافة المجاورين.
يتميز جامع الأمير سليمان أغا السلحدار بتصميمه الفريد، حيث يحتوي على ثلاث واجهات رئيسية، والواجهة الرئيسية تطل على شارع المعز لدين الله وتتميز بأبعادها الكبيرة وزخرفتها الجميلة، يتميز باب الدخول الرئيسي بإطاراته المتداخلة ولوحة التأسيسية المذهبة باللغة التركية.
يتكون الأثر من مسجد لإقامة الشعائر الدينية، وسبيل لسقى المارة و كتاب لتعليم أيتام المسلمين . أمر ببنائه الأمير سليمان أغا السلحدار وألحق به سبيلاً، استغرق البناء سنتين (1253-1255هـ=1837-1839م). والجامع، الذي يقع حالياً في شارع المعز لدين الله، معلق تحته مدرسة وحوانيت تجاريّة يُصرف ريعها على إقامة الشعائر بالجامع وصيانته.
شيد هذا الأثر الأمير سليمان أغا سلحدار بيك سابقاً ابن المرحوم فيضي الله اسكي كويلي، وأصله من قرية تسمي جار من قري قوالة، وتربي في بيت محمد علي بقولة، وجاء إلي مصر كجندي ضمن العسكر الذين جاءوا مع محمد على في زمن الحملة الفرنسية على مصر 1213- 1216 هـ / 1798ـ 1801م لمحاربة الفرنسيين وإجلائهم عنها.
لعب دوراً هاماً في الحياة السياسية بمصر فى عهد محمد على باشا فقد كان واحداً من أربعة أشخاص دبروا لمذبحة القلعة مع محمد على، وتوفى في 15 ذو القعدة 1261 هـ / 15 نوفمبر 1845 م، كما هو مكتوب على شاهد قبره بمقصورة الدفن التي أعدها لنفسه و لأسرته في "قرافة" المجاورين.
والجامع، الذي يقع حالياً في شارع المعز لدين الله، معلق تحته مدرسة وحوانيت تجاريّة يُصرف ريعها على إقامة الشعائر بالجامع وصيانته.
للأثر ثلاث واجهات، الرئيسية توجد بالجهة الجنوبية الشرقية وتطل على شارع المعز لدين الله وطولها 53x40م، وارتفاعها 8.50م، تضم واجهة المسجد والكتاب والسبيل.
باب الدخول الرئيسي مستطيل اتساعه 1.60 × 2.40 م، ويحيط بفتحة الباب إطاران متداخلان كل منهما على شكل نصف دائرة.
يعلو الباب لوحة تأسيسية من الرخام الأبيض مثبتة داخل إطار من الخشب تحتوى على كتابات مذهبة باللغة التركية، ويعلو الباب شباك مستطيل عليه مصبعات حديدية، ويوجد على يسار المدخل حانوت كان في الأصل ثلاثة حوانيت، ويعلو ذلك أربعة شبابيك للمصلى.
يتكون من مستطيل ينقسم إلى مربعين. المربع الغربي يشتمل على حرم المسجد، أى صحنه، وهو عبارة عن صحن تحيط به الأروقة من جهاته الأربع تغطيها قباب صغيرة ضحلة تقوم على عمد رخامية، وقد زخرفت قطب كل قبة بنقوش زيتية متعددة الألوان قوامه رسوم نباتية وهندسية وكتابات قرآنية. ويغطى الصحن سقف خشبى فتح في وسطه فتحة (شخشيخة) للتهوية والإضاءة وحماية المسجد من الأمطار إذا سقطت.
أما المربع الشرقي فيحتوى على مكان الصلاة ويتكون من بائكتين يشتمل كل منها على عمودين من الرخام تقوم عليهما عقود مستديرة، ويقسم البائكتين مكان الصلاة إلى ثلاثة أروقة موازية لحائط القبلة. ويغطى مكان الصلاة سقف خشبى زخرف بنقوش زيتية متعددة الألوان. ويتوسط جدار القبلة في مكان الصلاة محراب من الرخام .
قامت لجنة حفظ الآثار العربيّة في فترة حكم الملك فاروق الأول 1936-1952 باجراء أعمال إصلاح وتجديد بالجامع تناولت عقود الصّحن وقبابه وإيوان القبلة والميضأة، كما قام المجلس الأعلى للآثار بتجديد الجامع باكمله بين عامي 2000 _ 2002.
كان لى شرف العضوية مع هندسة ج عين شمس لعمل دراسة ترميمية لهذه المجموعة الاسلامية النادرة والتى تعتبر من إحدى ملامح شارع المعز لدين الله الفاطمى، تم ترميم المسجد عام 2015 من حفيد سليمان اغا السلحدار.