كتيبة تحرير ماسينا.. الضربات والاستسلام لعناصر الإرهاب في مالي
في السنوات الأخيرة، أصبح الساحل الإفريقي مسرحًا لنشاطات متزايدة للحركات الجهادية، نتيجة لتدهور الأوضاع في تلك المنطقة. تبرز من بين هذه الحركات تنظيم جديد يُعرف باسم "كتيبة تحرير ماسينا"، والذي يعتبر أحدث تنظيم جهادي في منطقة الساحل. يتميز هذا التنظيم بتركيزه على العنصر "الأقلية العرقية"، ويتمتع بشكل مميز بنشاط إرهابي.
تأسيس جبهة جهادية ممثلة في كتيبة تحرير ماسينا جاء كجزء من استراتيجية لتجاوز توترات منطقة وسط مالي، التي كانت أحد أسباب التدخل الخارجي في عام 2012. في البداية، كانت الكتيبة تطالب بالحكم الذاتي في منطقة ماسينا كجماعة انفصالية. إلا أنه بعد الهجوم الكبير في نمبالا في عام 2016، تبنت الكتيبة سياسة تدخل أوسع، تصنف نفسها كجزء من جماعة "أنصار الدين"، وتندرج ضمن المنظومة الإرهابية المسلحة في منطقة الساحل.
وفقًا لتقارير متعددة، يُعاني أفراد الأقلية الفولانية من التهميش في غرب ووسط أفريقيا، حيث تُعتبر هذه القبيلة الكبيرة واسعة الانتشار، والتي يُقدر عدد أفرادها بحوالي 20 مليون نسمة، من أكثر الأقليات المهمشة. هذا الوضع دفع العديد من أفرادها إلى الانضمام إلى الكتيبة. وقد استفادت الكتيبة من هذا الوضع عن طريق استغلال العنصر العرقي في مالي، مما ساعدها في جذب أعضائها من بين أفراد الأقلية الفولانية المهمشة في وسط مالي.
هذا التوظيف الجماعي لأفراد الأقلية الفولانية ساهم في نشر الرعب بين السكان، مما دفع بعض المسؤولين إلى الفرار، تخوفًا من العنف والاضطهاد.
أعلن الجيش المالي، عن مقتل 30 مسلحا و3 جنود في هجوم بوسط البلاد، متهما مقاتلين من “كتيبة ماسينا” وهي إحدى الجماعات المسلحة الأربع المشكلة لجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” بتنفيذه.
وأوضح الجيش في بيان له، أن مقاتلي “ماسينا” هاجموا عناصر من القوات المسلحة المالية في أحد المعسكرات، لترد الأخيرة “بشكل مكثف”.
وأشار البيان إلى أن نحو 10 جنود ماليين أصيبوا بجروح خلال الهجوم، فيما تمكن الجيش المالي من “تدمير 13 دراجة نارية، بالإضافة إلى معدات أخرى كانت بحوزة المهاجمين”.
وكان الجيش المالي قد أعلن مطلع شهر مايو الجاري “استسلام مجموعة كبيرة من المسلحين” لم يحدد عددها، في مدينة “أغيلهوك” شمال البلاد.
وقدم المستسلمون بحسب بيان سابق للجيش المالي “معداتهم العسكرية المكونة من 5 مركبات وعتاد حربي يضم رشاشات وذخيرة ومعدات عسكرية مختلفة”.
وتعاني مالي هجمات الجماعات المسلحة منذ عام 2012، وقد بدأت الهجمات في بعض مدن الشمال، قبل أن تتوسع لاحقا لتصل وسط البلاد.
وتتحدث السلطات الانتقالية عن تحقيق “نجاحات معتبرة” ضد الجماعات المسلحة، منذ طردها القوات الفرنسية، وتحالفها مع روسيا.