أفريقيا الأكثر معاناة.. يونيسف: 27% من الأطفال دون سن الخامسة يعيشون في فقر غذائي حاد
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، يعيش 181 مليون طفل دون سن الخامسة في فقر غذائي حاد، مما يمثل حوالي 27% من أصغر الأطفال في العالم.
وتعتبر إفريقيا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.3 مليار نسمة، من أكثر المناطق تضررًا بسبب الصراعات وتغير المناخ وارتفاع أسعار المواد الغذائية. تشكل القارة ثلث العبء العالمي و13 من بين 20 بلدًا الأكثر تضررًا.
تقوم اليونيسف بتدريب آلاف النساء في المجتمعات النيجيرية على كيفية زيادة كمية المغذيات التي تحصل عليها أسرهن من خلال زراعة الخضروات في حدائق المنازل وتربية الماشية والدجاج. في شمال نيجيريا، تعاني الأمهات وأطفالهن من نقص الغذاء الحاد. دوركاس سيمون، أم لثلاثة أطفال، تعاني من نقص في إنتاج الحليب بسبب سوء التغذية، مما يؤثر سلبًا على أطفالها.
ويعرّف التقرير الفقر الغذائي الحاد على أنه عدم استهلاك أي طعام في اليوم أو في أفضل الأحوال تناول اثنين فقط من أصل ثماني مجموعات غذائية معترف بها من قبل اليونيسف. وأشار التقرير إلى أن نسبة الأطفال الذين يعيشون في فقر غذائي حاد في غرب ووسط إفريقيا انخفضت من 42% إلى 32% خلال العقد الماضي، بفضل الجهود المبذولة لتحسين التنوع الزراعي وتحفيز العاملين في مجال الصحة.
هارييت تورليس، إحدى معدي التقرير، أوضحت أن الأطفال الذين يعانون من نظام غذائي سيئ للغاية هم أكثر عرضة للإصابة بالهزال، وهو شكل خطير من سوء التغذية يهدد الحياة. عندما يصل الهزال إلى مستوى شديد، يزيد خطر الوفاة بمعدل 12 مرة.
في مناطق مثل كالتونغو في شمال شرق نيجيريا، تقوم اليونيسف بتدريب النساء على زراعة محاصيل مثل الكسافا والبطاطا الحلوة والذرة والخضروات في حدائق منازلهم، بالإضافة إلى تربية الماشية والدجاج. تجمع أكثر من اثنتي عشرة امرأة في قرية بوشيرينغ لتعلم وصفات غذائية جديدة باستخدام المحاصيل المزروعة في المنزل.
تواجه الأمهات في نيجيريا أزمة تكلفة معيشة حادة، ما يجعل زراعة الطعام في المنزل وسيلة لتوفير المال. عائشة عليو، أم لخمسة أطفال، لاحظت تحسنًا في صحة طفلها بسبب الزراعة المنزلية. أما حواء بوامي، فقد أنقذت حفيدها من سوء التغذية بفضل تدريب اليونيسف.
تعاني كالتونغو من تغير المناخ الذي أدى إلى قلة هطول الأمطار، مما أثر على إنتاج الغذاء. لادي عبد الله، التي تدرب النساء، قالت إن بعض الأطفال ماتوا في الماضي بسبب سوء التغذية الحاد نتيجة ندرة الغذاء.
ومع ذلك، يمكن أن تكون الدروس مؤلمة، مثلما حدث مع فلورنس فيكتور، التي شاهدت حفيدها يموت بسبب سوء التغذية في عام 2022.
وفي منطقة الساحل الإفريقية، ارتفعت معدلات سوء التغذية الحاد إلى مستويات طارئة بسبب النزاعات والتغيرات المناخية. وقال ألفريد إيجيم من منظمة ميرسي كوربس إن الأسر لجأت إلى تناول أوراق الشجر والجراد للبقاء على قيد الحياة. في السودان، يموت الأطفال بأعداد كبيرة بسبب سوء التغذية الحاد.
في شمال غرب نيجيريا، أفادت منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية أن 850 طفلًا ماتوا العام الماضي خلال 24 إلى 48 ساعة من دخولهم المرافق الصحية. سيمبا تيريما، ممثل المنظمة، أشار إلى أن المنشآت ممتلئة وأن الأطفال يُعالجون على الأرض بسبب نقص المساحات.
وأضاف التقرير أن عدم المساواة يساهم في الفقر الغذائي الحاد بين الأطفال في إفريقيا. في جنوب إفريقيا، يتأثر طفل واحد من كل أربعة أطفال بالفقر الغذائي الحاد رغم أنها الدولة الأكثر تقدمًا في القارة. هارييت تورليس شددت على ضرورة التحرك العاجل من قبل الحكومات والشركاء لمعالجة هذه الأزمة.