اغتيال إسماعيل هنية.. كيف تمت العملية المشبوهة على قائد حماس؟
اغتيال إسماعيل هنية .. تستمر التكهنات حول تفاصيل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية. فقد أفاد الإعلام الأمريكي بأن العملية نُفذت بواسطة عبوة ناسفة زرعت في مقر إقامة هنية، بينما يشير الإعلام الإيراني إلى أن الهجوم كان جويًا.
كيف اغتيل إسماعيل هنية؟
وفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، فقد أُفيد بأن الموساد الإسرائيلي هو المسؤول عن اغتيال هنية باستخدام قنبلة مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة على تفاصيل القضية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن الموساد الإسرائيلي نفذ العملية بتفجير قنبلة كانت قد وُضعت مسبقًا داخل غرفة نوم هنية في مقر إقامة مسؤول حكومي إيراني في طهران.
أفاد المصدران بأن "المخابرات الإسرائيلية كانت على علم بموقع المنشأة الدقيقة والغرفة التي أقام فيها هنية أثناء زياراته إلى طهران". وأشارا إلى أن "القنبلة كانت مزروعة مسبقًا في الغرفة وكانت ذات تقنية عالية تستخدم الذكاء الاصطناعي".
ووفقًا للمصدرين، "تم تفجير القنبلة عن بُعد بواسطة عملاء للموساد في إيران، بعد تلقيهم معلومات استخباراتية تؤكد وجود هنية في الغرفة".
وأوضح الموقع أن "قدرة الموساد على زرع القنبلة في منشأة محصنة للغاية تعكس مدى التغلغل العميق لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في إيران، وكذلك تبرز نقاط الضعف في أجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية".
رواية آخري في اغتيال إسماعيل هنية
وفي وقت سابق من يوم الخميس، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي قوله إن "التخطيط لاغتيال هنية في طهران استغرق عدة أشهر وشمل مراقبة مكثفة للمبنى الذي وقع فيه الهجوم".
وأضاف المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن "العبوة التي استهدفت هنية انفجرت فور التأكد من وجوده داخل غرفته في دار الضيافة".
لكن هذه المعلومات تتناقض مع ما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية. فقد أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية، بأن التحقيقات الأولية في اغتيال هنية أظهرت أن العملية نُفذت بواسطة صاروخ أُطلق من الجو.
وأوضحت الوكالة، يوم الخميس، أن الصاروخ أصاب الطابق الرابع من المبنى الذي كان يقيم فيه هنية، مما أدى إلى تحطم نوافذ وسقف غرفته. وأضافت أن التحقيقات أكدت أن الاغتيال كان "عملاً عسكرياً إسرائيلياً".
إسرائيل: لم ننفذ غارة جوية على إيران لاغتيال إسماعيل هنية
وفي سياق التصعيد، نفى متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، يوم الخميس، تنفيذ أي غارة جوية على طهران لاغتيال هنية.
في ظل المخاوف من رد إيراني على اغتيال هنية، صرح متحدث الجيش الإسرائيلي في مؤتمر صحفي قائلاً: "الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى ومستعد لأي سيناريو. هناك شركاء دوليون سيزيدون قواتهم في المنطقة لدعم العملية الدفاعية"، دون تقديم تفاصيل إضافية. من جهة أخرى، أفاد المصدران لموقع "أكسيوس" بأن "مسؤولين إسرائيليين أطلعوا نظراءهم الأميركيين مساء الأربعاء على تفاصيل العملية".
وأضاف المصدران أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يشرف مباشرة على الموساد، هو من اتخذ قرار اغتيال هنية".
وأشار المصدران أيضاً إلى أن "المفاوضات لإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة ووقف إطلاق النار كانت من بين الاعتبارات التي أثرت في قرار الاغتيال".
وكشف أحدهما أن "الموساد اعتبر أن اغتيال هنية سيسهم في تحقيق العدالة لضحايا هجوم 7 أكتوبر الماضي ويزيل عقبة أمام صفقة الرهائن". وأضاف أن "هنية كان له موقف أكثر تشددًا بشأن الصفقة مقارنةً بزعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، مما جعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة".
مخاوف من رد فعل إيران على اغتيال إسماعيل هنية
نقل موقع "أكسيوس" عن المصدر قوله إن "هنية كان يظهر للوسطاء بمظهر عملي، لكن داخليًا كان يقود حماس على خط متشدد".
وعصر الخميس، وصل جثمان هنية إلى العاصمة القطرية الدوحة استعدادًا لتشييعه ودفنه يوم الجمعة، بعد أن أقيمت له في طهران مراسم تشييع رسمية وشعبية.
وفي صباح الأربعاء، أعلنت حماس وإيران عن اغتيال هنية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، وذلك بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
في حين تلتزم إسرائيل الصمت بشأن عملية الاغتيال، ألمح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية تل أبيب عن الهجوم في طهران.
كما توعدت حماس وإيران بالرد على اغتيال هنية، بينما تتواصل الجهود الدولية للتهدئة خشية من توسع الصراع في المنطقة. ويُذكر أن إيران وإسرائيل تعتبران كل منهما الأخرى عدوًا رئيسيًا، وقد تبادلتا الهجمات بشكل معلن وغير معلن في الماضي.