تحت الأنقاض.. كيف كشفت الهجمات الإسرائيلية عن بنية حزب الله الداخلية؟
تقدم الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان لمحة نادرة عن إدارة حزب الله لأعماله الداخلية، حيث استهدفت شبكة واسعة من عناصر الاحتياط والدعم اللوجستي. ووفقاً لمصادر مقربة من الجماعة، أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 37 شخصاً، معظمهم من العناصر العسكرية النشطة، بالإضافة إلى أكثر من 3,000 جريح، كثير منهم تعرضوا للإصابات البليغة.
وفي تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، تم الإشارة إلى أن حزب الله، الذي يعتبره الغرب منظمة إرهابية، يستفيد من دعم شعبي عميق في المناطق الشيعية بلبنان، حيث يقدم الخدمات والوظائف التي تعجز الحكومة عن توفيرها. ويدير الحزب مستشفيات ومؤسسات اجتماعية في أنحاء مختلفة من البلاد.
قال جوزيف باحوط، مدير معهد السياسات العامة في الجامعة الأمريكية في بيروت، إن هجمات "بيجر" تبرز عمق نفوذ حزب الله، مشيراً إلى أنه "مجتمع مسلح" وليس مجرد ميليشيا صغيرة. وقد أدت الانفجارات المفاجئة لأجهزة الاستدعاء إلى حالة من الفوضى، مما زاد من عدد الإصابات في المستشفيات.
وفقاً لمصادر، وزع حزب الله أجهزة استدعاء مفخخة كبديل للهواتف المحمولة، مشيراً إلى أن بعض الأجهزة تم منحها للعناصر العسكرية النشطة، بينما استخدمت أخرى من قبل الأشخاص العاملين في الخدمات اللوجستية. ومع تزايد الخسائر، أُقيمت جنازات في الضاحية الجنوبية لبيروت لأعضاء من الحزب ومدنيين تأثروا بالهجمات.
يُقدّر الخبراء أن حزب الله يضم حوالي 50,000 عنصر عسكري نشط وعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، مما يعكس اتساع شبكة الحزب وتأثيره في المجتمع اللبناني. وبالرغم من ذلك، فإن هذه الهجمات قد كشفت عن نقاط ضعف الحزب، حيث أصبحت المعلومات حول الضحايا تحت أنظار الاستخبارات الأجنبية، مما يعكس تحديات جديدة تواجهه.