اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

بزوغ شمس الدمار.. الضاحية الجنوبية في قبضة الرعب والخراب

الضاحية الجنوبية في لبنان
الضاحية الجنوبية في لبنان

أظهرت شمس صباح السبت مشاهد مروعة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، حيث سادت أجواء من الدمار الشامل. تلاشت ملامح الشوارع تحت كميات هائلة من الركام، بينما تحولت بنايات عديدة إلى أنقاض، وذلك بعد ليلة دامية شهدت غارات جوية مكثفة.

في الوقت الذي واصل فيه الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف على الضاحية، التي تُعتبر معقلًا لحزب الله، أشارت التقارير إلى أن أحد الضربات الجوية استهدفت المقر الرئيسي للحزب وأمينه العام حسن نصر الله. ورغم تأكيد مصادر مقربة من الحزب أن نصر الله "بخير"، إلا أن الحزب لم يُصدر أي بيانات رسمية بعد الغارات.

هروب جماعي من الضاحية


مع تصاعد القصف، أطلقت القوات الإسرائيلية إنذارات تحذيرية لسكان بعض الأحياء في الضاحية، مما أدى إلى فرار مئات العائلات وسط زحمة سير خانقة في شوارع العاصمة، التي غاب عنها النور بسبب انقطاع الكهرباء. تجمع العديد من السكان في ساحة الشهداء وكورنيش عين المريسة، حيث بدت علامات القلق والهلع واضحة على وجوههم.

إجراءات طبية عاجلة
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنها ستقوم بإجلاء المرضى من مستشفيات الضاحية الجنوبية، ودعت المستشفيات في بيروت والمناطق المجاورة إلى التوقف عن استقبال الحالات غير الطارئة، بهدف تأمين الأماكن للمرضى الذين سيتعين عليهم الانتقال نتيجة القصف.

دمار شامل وخسائر بشرية
وفقًا للتقارير الأولية، أسفرت الغارات عن دمار واسع النطاق، حيث دمرت ستة مبانٍ بالكامل، وسقط ما لا يقل عن ستة قتلى و91 جريحًا. ووصف سكان المنطقة شعورهم بالرعب، حيث قال أحدهم: "شعرت أن البيت اهتز كما لو أن صاروخًا سقط علينا".

تصعيد متواصل
استمر القصف على الضاحية الجنوبية وأجزاء أخرى من لبنان، مع تأكيد الجيش الإسرائيلي استهدافه لمخازن أسلحة ومراكز قيادة لحزب الله. وأوضح الجيش أنه لن يسمح لطائرات محملة بالأسلحة من إيران بالهبوط في مطار بيروت، مما يشير إلى احتمال تصعيد عسكري أكبر في الأيام المقبلة.

تظل الأوضاع في لبنان متوترة، مع استمرار القصف وتزايد الخسائر البشرية والمادية، مما ينذر بتبعات وخيمة على المدنيين والجهود الإنسانية في المنطقة.


في شارع الحمراء التجاري، أُجبرت حركة المرور على التوقف أمام مبنى مهجور بسبب تجمع حشد كبير من الناس. تمكن رجل من تحطيم بوابة حديدية، مما أتاح لعدد كبير من النازحين الدخول بحثًا عن مأوى آمن. كان هناك تدفق جديد من الوافدين، حيث خرجت النساء المنهكات من السيارات يحملن أطفالهن، بالإضافة إلى البطانيات والمراتب.

حمل معظم الناس القليل من الملابس التي يرتدونها على ظهورهم، بينما كانوا يسرعون للخروج بحثًا عن الأمان. حاول العديد منهم إظهار الشجاعة، لكن القلق كان واضحًا تحت هذا القناع الرفيع من التظاهر.

في الوقت الذي كان فيه فريق «سي إن إن» يتجول في المدينة، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر جديدة بالإخلاء لسكان المناطق التي لم تتعرض للقصف بعد في جنوب بيروت. من بين هذه الأحياء، كانت برج البراجنة، وهي منطقة مكتظة بالسكان تضم مخيمًا للاجئين الفلسطينيين وتعيش فيها العديد من العائلات الفقيرة.

بعد أقل من نصف ساعة من إصدار الأوامر، بدأت القوات الإسرائيلية شن غارات على المنطقة، مما زاد من حالة الفوضى والذعر. لم يتضح ما إذا كان العديد من السكان قد تمكنوا من الخروج في الوقت المحدد.

بينما ينتظر سكان بيروت بقلق بزوغ الشمس، يترقبون ما ستكشف عنه الأيام المقبلة من دمار وخراب لمنازلهم ومدينتهم.