فرصة تاريخية لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.. هل تكون ولاية بايدن خاتمة الصراع؟
ينظر الكثيرون إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن باعتباره رئيسًا يمرر الوقت حتى نهاية ولايته، منتظرًا التقاعد بعد فترة طويلة في الخدمة العامة. لكن هذه الوضعية، وفقًا للمحللين، قد تكون مصدر قوته في ملف الشرق الأوسط، خاصة في ظل تعقيدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وفي الوقت الذي يقترب فيه دونالد ترامب من تولي رئاسة الولايات المتحدة مجددًا، تبرز أمام بايدن فرصة تاريخية لفرض حل الدولتين في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة أن هذا التوقيت يشهد تغيرات هامة قد تسهم في تحريك المياه الراكدة. وفقًا لمجلة فورين أفيرز الأمريكية، كانت اللحظات الوحيدة التي بدت فيها فرص لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هي تلك التي تولت فيها الولايات المتحدة زمام المبادرة.
فرصة تاريخية لم تتح لأسلافه
أشارت فورين أفيرز إلى أن بايدن يمتلك فرصة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر للضغط من أجل حل الدولتين، وذلك بفضل خلوه من الضغوط السياسية المحلية التي عادة ما تحد من قدرة الرؤساء الأمريكيين على اتخاذ خطوات جادة في هذا الملف. ورغم أن كافة أسلاف بايدن قد مروا بفترات ضعف في الحكم، فإن لحظة الضعف هذه تتزامن مع فترة حرجة للغاية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فالوضع الراهن لا يناسب أي طرف، حيث يعاني الفلسطينيون بشكل مستمر من قمع الاحتلال، في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية حملاتها العسكرية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 40,000 فلسطيني في غزة العام الماضي.
وبحسب المجلة، فإن إسرائيل تجد نفسها في مأزق حيث لا يمكنها الحفاظ على هويتها كدولة ديمقراطية ويهودية بينما تحافظ على احتلال لأراضٍ يسكنها أكثر من خمسة ملايين فلسطيني ليسوا مواطنين في إسرائيل. هذه الوضعية تساهم في تقويض مصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية، مما يحد من قدرتها على انتقاد انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق أخرى مثل الصين أو إيران.
خطوات محتملة لتغيير المسار
وفي هذا السياق، ترى المجلة أن بايدن قد يحقق اختراقًا في هذا الملف خلال أسابيعه الأخيرة في المنصب عبر اتخاذ ثلاث خطوات هامة من شأنها تخفيف معاناة الفلسطينيين وتعزيز إمكانية حل الدولتين:
الاعتراف بالدولة الفلسطينية: يمكن لبايدن أن يعلن اعترافًا رسميًا بالدولة الفلسطينية، وهو ما يعتبر خطوة ضرورية لتغيير الديناميكيات الحالية. حاليًا، تعترف 146 دولة من أصل 193 بالدولة الفلسطينية، وبالتالي فإن تغيير الموقف الأمريكي قد يؤدي إلى تغير سريع في مواقف الدول الأخرى الرافضة للاعتراف.
رعاية قرار في مجلس الأمن الدولي: يجب على بايدن دعم تمرير قرار في مجلس الأمن يعترف بدولة فلسطينية ذات سيادة في الأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967. هذا القرار قد يساهم في تعزيز الإجماع الدولي حول حل الدولتين، وهو أمر لم يكن قابلاً للتحقيق منذ سنوات.
فرض قيود على نقل الأسلحة إلى إسرائيل: تطالب فورين أفيرز بايدن بتطبيق قوانين أمريكية تحظر تقديم المساعدات العسكرية لأي وحدة ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مثل القوات الإسرائيلية. كما يجب عليه فرض تشريعات تحظر نقل الأسلحة إلى إسرائيل إذا استمرت في عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.