المجلس الوطني الفلسطيني: انتفاضة الأقصى كانت نقطة تحول في النضال الفلسطيني
أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن انتفاضة الأقصى، التي انطلقت في عام 2000 ردًا على اقتحام رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون لباحات المسجد الأقصى، تحمل دلالات قوية فيما يتعلق بالمخططات الخبيثة التي تستهدف مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من قبل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
وفي بيان صادر عنه اليوم السبت بمناسبة الذكرى الـ24 للانتفاضة، شدد المجلس على أن "القدس خط أحمر، ولا استقرار في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية".
وأشار المجلس إلى أن انتفاضة الأقصى لم تكن حدثًا عابرًا، بل كانت محطة مفصلية في تاريخ النضال الفلسطيني، حيث أثبتت للعالم أن الحقوق تُنتزع بقوة الإرادة والصمود، وليست مجرد مطالب تُستجدى.
وجدد المجلس الوطني، في هذه الذكرى، العهد للشهداء والجرحى ولأبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان بمواصلة السير على درب التحرير والحرية، حتى تتحقق تطلعاتهم في الاستقلال وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
كما استذكر المجلس في بيانه ذكرى وفاة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان له دور محوري في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث ساهم بشكل كبير في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
الذكرى الـ24 لانتفاضة الأقصى: ملحمة من الشهداء والمقاومة
يصادف اليوم السبت، الثامن والعشرين من سبتمبر ، الذكرى الـ24 لاندلاع "انتفاضة الأقصى"، التي ارتقى خلالها نحو 4500 شهيد، وأصيب أكثر من 50 ألفًا.
كانت الشرارة التي أطلقت الانتفاضة هي زيارة زعيم المعارضة في حكومة الاحتلال آنذاك، آرائيل شارون، إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، مدعومًا بحراسة مشددة لم يشهدها المكان من قبل، حيث رافقه نحو ثلاثة آلاف من أفراد شرطة الاحتلال والمخابرات. أدت هذه الزيارة إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين المواطنين الذين هبوا لطرد شارون وقواته، وتوسعت المواجهات سريعًا لتغطي كامل فلسطين.
خلفية اندلاع الانتفاضة تعود إلى عدم التوصل إلى حل سلمي خلال المفاوضات التي عُقدت في منتجع كامب ديفيد بدعوة من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، حيث شارك فيها الرئيس الشهيد ياسر عرفات ورئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك. في تموز 2000، وبعد فشل تلك المفاوضات، اشتعلت "انتفاضة الأقصى".
في 28 سبتمبر2000، اندلعت مواجهات بين المصلين والشبان الغاضبين وشرطة الاحتلال، التي اقتحمت باحات الأقصى لتأمين تدنيسه من قبل شارون وأعضاء حزبه. كانت تلك الساعات هي الشرارة الأولى للانتفاضة، التي عُرفت لاحقًا بـ"انتفاضة الأقصى".
في اليوم الأول، أصيب 20 شابًا بجروح، بينما شهد اليوم الثاني، 29 أيلول، مواجهات أكثر عنفًا بعد صلاة الظهر، أسفرت عن استشهاد ستة شباب و300 جريح، من بينهم: أسامة جدة وبلال عفانة وحمد فراح.
وفي اليوم الثالث، 30 سبتمبر، عم إضراب شامل وحداد عام، وامتدت المواجهات لتشمل كافة المدن والقرى الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد 13 مواطنًا و623 مصابًا. وكان من بين الشهداء الطفل محمد جمال الدرة، الذي أصبح رمزًا للانتفاضة بعد أن حاصرته النيران الإسرائيلية أمام والده، ما هزّ ضمائر البشر في جميع أنحاء العالم.
تظل انتفاضة الأقصى ذكرى خالدة في قلوب الفلسطينيين، تمثل إرادة شعب يسعى إلى التحرر واستعادة حقوقه.