اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

حزب الله في مأزق.. تحديات مالية تتصاعد وسط أجواء الحرب مع إسرائيل

حزب الله
حزب الله

يواجه حزب الله اللبناني تحديات مالية كبيرة في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية واستمرار الهجمات البرية على الحدود، وفقًا لتقرير حديث نشره خبراء في الشأن المالي للحزب المدعوم من إيران.


مأزق تمويل حزب الله


التقرير، الذي أعدته إذاعة صوت أميركا، يكشف أن مصادر تمويل حزب الله بدأت تتقلص بشكل ملحوظ، حيث تعرضت أذرع الحزب المالية لضغوط نتيجة لعقوبات مشددة فُرضت منذ سنوات، بالإضافة إلى الاستهدافات العسكرية الإسرائيلية الحالية.

تشير المعطيات إلى أن حزب الله، الذي يعاني من نقص الأموال اللازمة لتمويل عملياته ضد إسرائيل، يواجه صعوبات إضافية نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية العميقة في لبنان، وخاصة العمليات البرية القريبة من الحدود.

يستند التقرير إلى آراء خبراء من الولايات المتحدة ولبنان، حيث يُعتبر "القرض الحسن" — وهي مجموعة شبه مصرفية تعمل في لبنان بدون ترخيص حكومي — أحد المصادر الرئيسية لتمويل حزب الله. ومع ذلك، فإن هذه المجموعة تعرضت لعقوبات مالية من الدول الغربية، مما أثر سلبًا على قدرتها على دعم الحزب.

كما يشير الباحثون إلى أن البنوك التجارية اللبنانية المرخصة، التي تعاني من أزمات مالية خانقة، تعد مصدرًا آخر للأموال، بالإضافة إلى الأموال النقدية التي تصل إلى مطار بيروت عبر رحلات جوية من إيران.

من جانبها، أكدت تقارير سابقة من مركز "مئير عميت" الإسرائيلي أن حزب الله أنشأ مؤسسة "القرض الحسن" في عام 1982 كمؤسسة خيرية تقدم قروضًا بدون فوائد للبنانيين المحتاجين، لا سيما بين المجتمع الشيعي. وقد نجحت هذه المؤسسة في جمع حوالي نصف مليار دولار، رغم العقوبات المالية المفروضة عليها.

ومع تصاعد النزاع، نفذت الطائرات الإسرائيلية غارات على مقرات المؤسسة المالية في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أدى إلى تدمير مراكز تخزين النقد التابعة لحزب الله.

على الرغم من اعتماد حزب الله على شبكة من الشركات والواجهات المالية لتلبية احتياجاته، تشير التوقعات إلى أن هذه الشبكة تواجه صعوبات حقيقية في ظل الحرب الحالية. وعلى الرغم من محاولات الحزب للاستعداد لأي طارئ قبل تفجيرات البيجر واغتيال قادته، يبدو أن الضغوط المالية والعسكرية تؤثر سلبًا على قدرته على التمويل.

في ظل هذه الظروف، يُعتبر طول أمد النزاع وتزايد العقوبات المالية على الحزب وداعميه الإيرانيين بمثابة تحديات حاسمة. في حين قد توفر الأموال العينية من طهران بعض الدعم، فإن المخاطر التي تحيط بذلك تتزايد، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها إيران والتهديدات العسكرية المحتملة التي قد تستهدف قطاعات حيوية فيها.