اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
أمين البحوث الإسلامية: قضية الاستخلاف في الأرض تقتضي تكريم الإنسان هل يفتح تقدم أنصار سيف الإسلام القذافي في الانتخابات البلدية الطريق لعودتهم السياسية؟ الجامع الأزهر: التعامل مع السنة النبوية يحتاج لمنهج علمي متوازن يفهم النصوص في سياقها ومقاصدها ماري لوبان تُسقط الحكومة الفرنسية.. أزمة سياسية تهدد عرش ماكرون دول الساحل الأفريقي تطلق مشروع الجواز الموحد رغم التحديات الأمنية والاقتصادية في يومهم العالمي.. ما حكم زواج ذوي ذوي الهمم من أصحاب القصور الذهني؟.. الإفتاء تجيب وزير الأوقاف المصري: الإسلام نظر إلى الأشخاص ذوي الهمم نظرة رحمة وتقدير الجامع الأزهر يواصل اختبارات البرنامج العلمي للوافدين بالجامع الأزهر وزارة الأوقاف المصرية: موضوعات خطب الجمعة لشهر ديسمبر تستهدف بناء الإنسان وصناعة الحضارة الأزهر الشريف: الإسلام اعتنى بأصحاب الهِمم عنايةً خاصةً وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نفرق بين لبنان وحزب الله مرصد الأزهر: تصريحات بن غفير محاولات صهيونية يائسة لتغيير هوية الأرض المقدسة

خسارة حلب.. تحول استراتيجي يهدد النفوذ الإيراني في سوريا

المعارضة السورية المسلحة
المعارضة السورية المسلحة

شكل سقوط مدينة حلب وأريافها بيد المعارضة السورية المسلحة صدمة كبيرة لإيران، التي اعتبرت المدينة طوال سنوات أحد أهم معاقل نفوذها العسكري والسياسي في سوريا. لم تكن هذه السيطرة مجرد خسارة جغرافية فحسب، بل تُمثل أيضًا احتمال تراجع أكبر في نفوذ إيران في البلاد على المستوى العسكري والسياسي، كما يؤكد الخبراء والمراقبون.

بوابة استراتيجية لإيران

حلب ليست مجرد مدينة، بل تمثل بوابة استراتيجية ذات أهمية بالغة لإيران. فمنذ بداية الصراع السوري، جندت إيران قوات الحرس الثوري وميليشياتها المدعومة، مثل حزب الله ولواء فاطميون، في معارك حلب، حيث عُرفت المدينة بأنها أحد أبرز مواقع العمليات العسكرية الإيرانية. وفي السنوات التي سبقت عام 2020، تمكنت طهران من تحويل حلب إلى مركز رئيسي للعمليات العسكرية، ما يبرز أهمية المدينة القصوى في استراتيجيتها.

لكن مع سقوط المدينة، فقدت إيران أحد أهم معاقلها في سوريا، مما ساهم في كشف الخلايا العسكرية الإيرانية التي كانت تعمل في المدينة. كما ظهرت تسجيلات مصورة تظهر مقارًا ومواقع استخدمها الحرس الثوري الإيراني، مما كشف حجم التواجد الإيراني في المنطقة.

تحركات دبلوماسية وعسكرية من إيران

لم تتأخر طهران في اتخاذ خطوات سريعة لمواجهة هذا التغيير الاستراتيجي الكبير. وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قام بزيارة دمشق وأنقرة في وقت متقارب، مؤكداً على بقاء المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا "بناءً على طلب" الحكومة السورية. كما دعت إيران إلى عقد قمة ثلاثية تضم إيران وتركيا وروسيا لمناقشة تداعيات الأزمة، وهو ما يعكس سعي طهران لتحقيق توازن جديد في المنطقة.

في ذات الوقت، أعلنت مصادر سورية وإيرانية عن وصول تعزيزات عسكرية مدعومة من إيران إلى سوريا، تشمل كتائب حزب الله ولواء فاطميون، بهدف تعزيز قوات النظام السوري في معاركه ضد المعارضة المسلحة. وأكدت التقارير أن هذه الميليشيات تمركزت في الخطوط الأمامية في مناطق حلب وحماة.

وأفادت مصادر سورية مطلعة بوصول فريق استشاري إيراني إلى دمشق بشكل عاجل للمساعدة في مواجهة هجمات الفصائل المسلحة في شمال سوريا. ويترأس هذا الوفد الجنرال جواد الغفاري، القائد السابق لقوات "فيلق القدس" في سوريا، وهو ما يعكس أهمية المساعدة الإيرانية المباشرة في هذا الوقت.

خيارات إيران بعد خسارة حلب

من أبرز الخيارات أمام إيران بعد خسارة حلب هو إعادة التموضع العسكري. حيث تسعى طهران إلى استعادة زمام المبادرة عسكريًا من خلال إرسال تعزيزات جديدة من الحشد الشعبي العراقي وميليشيات أخرى إلى سوريا، بالإضافة إلى تعزيز خطوط إمدادها عبر معبر البوكمال لتزويد قواتها والميليشيات المتحالفة معها بالعتاد والمقاتلين.

كما أن إيران قد تلجأ إلى الحلول الدبلوماسية، وهو ما تمثل في دعوتها إلى عقد قمة ثلاثية مع روسيا وتركيا. هذه القمة تهدف إلى تحقيق توازن جديد في شمال سوريا وتجنب التصعيد المباشر مع الأطراف الأخرى، مما يعكس رغبة طهران في تجنب صدامات قد تؤثر على مصالحها في المنطقة.

التحديات التي تواجه إيران

مع تقدم المعارضة المسلحة وسيطرتها على معظم أرياف حلب، شمالًا وشرقًا وغربًا وجنوبًا، أصبحت إيران أمام تحديات متزايدة. فالمعارضة المسلحة تسعى الآن إلى فتح جبهة جديدة باتجاه مدينة حماة، مما يزيد من الضغط على القوات الإيرانية والنظام السوري.

كما أن الموقف الإقليمي والدولي يظل مصدر ضغط على إيران. فالدول الإقليمية، خاصة تركيا، التي تدعم بعض فصائل المعارضة، تشكل تحديًا رئيسيًا لطهران. بالإضافة إلى ذلك، فإن المجتمع الدولي يراقب عن كثب تنامي النفوذ الإيراني في سوريا، مما يعقد موقف طهران في ظل التغيرات الجارية في المنطقة.

ويعتبر سقوط حلب بيد المعارضة المسلحة يعد نقطة تحول هامة في الصراع السوري، وهو ما يشير إلى تراجع محتمل في نفوذ إيران في سوريا. ومع تصاعد التحديات العسكرية والدبلوماسية، سيكون على طهران إعادة تقييم استراتيجياتها في المنطقة، سواء من خلال التصعيد العسكري أو التركيز على الحلول الدبلوماسية للحفاظ على مصالحها ونفوذها في سوريا.

موضوعات متعلقة