كتائب حزب الله تدعو بغداد لإرسال قوات لدعم الجيش السوري في مواجهة الفصائل المعارضة
حثت كتائب حزب الله، إحدى الفصائل العراقية البارزة الموالية لطهران، السلطات العراقية على إرسال قوات عسكرية لدعم الجيش السوري في مواجهته للهجوم الذي تشنه الفصائل المعارضة في شمال سوريا. جاء ذلك في بيان نشرته مجموعات موالية لإيران على تطبيق تلغرام، قبيل منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، وأثار القلق في أوساط المسؤولين السياسيين والأمنيين في العراق.
الهجوم الذي تشنه هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها في شمال سوريا، والذي أدى إلى استعادة المعارضة لمدينة حلب من قبضة النظام السوري لأول مرة منذ بدء النزاع في عام 2011، جعل الموقف العسكري والسياسي في العراق يشهد استنفارًا بالغًا. وفي هذا السياق، أصدر المتحدث باسم كتائب حزب الله بيانًا دعا فيه الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لدعم الجيش السوري في معركته ضد تلك الجماعات المسلحة التي تشكل تهديدًا للأمن القومي العراقي.
وقال المتحدث في البيان: "لم نقرر بعد إرسال مجاهدينا للمساهمة في ردع هذه الجماعات المجرمة". وأكد على ضرورة أن تتحمل الحكومة العراقية مسؤوليتها بإرسال قوات عسكرية رسمية إلى سوريا، بالتنسيق مع الحكومة السورية، نظرًا لما تشكله هذه الجماعات من خطر على الأمن القومي العراقي، فضلاً عن تهديدها لاستقرار المنطقة بشكل عام.
من الجدير بالذكر أن كتائب حزب الله قد شاركت في النزاع السوري منذ عام 2011، حيث انخرطت إلى جانب الجيش السوري في قتال الفصائل المعارضة. وتعتبر كتائب حزب الله جزءًا من الحشد الشعبي، الذي أصبح منضويًا ضمن القوات العسكرية العراقية الرسمية.
وفي تعليق على هذا الوضع، شدد رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، في مقابلة بثتها قناة العراقية الإخبارية مساء الاثنين، على أن الحشد الشعبي لا يعمل خارج العراق ولا يتصرف إلا بإمرة القائد العام للقوات المسلحة العراقية، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وفي سياقه، تواصل الفصائل المسلحة هجومها العنيف من ثلاثة محاور في ريف حماة الشمالي، حيث تمكنت من السيطرة على عدة قرى وبلدات استراتيجية في ليلة الإثنين الثلاثاء. ومن أبرز المناطق التي وقعت تحت سيطرة هذه الفصائل: صوران، طيبة الإمام، حلفايا، معردس، وقلعة المضيق الواقعة في ريف حماة الغربي.
يأتي هذا التقدم بعد أن تمكنت الفصائل المسلحة من إحكام قبضتها على مدينة حماة وأريافها الغربية والجنوبية، ما يعكس مساعيها لتوسيع نفوذها في وسط سوريا. هذا التوسع العسكري يثير مخاوف من أن تكون الفصائل المسلحة بصدد تكرار سيناريو مدينة حلب، حيث تمكنت من السيطرة على المدينة وغالبية أحيائها في وقت قياسي لم يتجاوز الأربعة أيام، ثم قامت بتأمين المدينة عسكريًا من جميع الاتجاهات.
وفي إطار هذا الهجوم، قامت الفصائل المسلحة بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المدينة من الرقة شرقًا ومحافظات أخرى جنوبًا، مما أسهم في تعزيز قبضتها على المنطقة وضمان صعوبة التحركات العسكرية المعاكسة.
تعتبر هذه التطورات العسكرية في ريف حماة انعكاسًا لموجة تصعيد جديدة تهدد استقرار المنطقة، في وقت يشهد فيه الوضع العسكري في سوريا مزيدًا من التوترات والتغيرات الميدانية.