غزة تحت الحصار.. صرخات الإنسانية تصطدم بجدران الإهمال
أكد فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أن سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من سكانها الفلسطينيين، محذرًا من أن الوضع قد يتجه نحو ارتكاب "جرائم وحشية" قد تصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح تورك، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، أن الأوضاع في شمال غزة تتدهور بشكل يومي، حيث يتعرض السكان للقصف والحصار، مما يجبرهم على الاختيار بين التهجير الجماعي أو البقاء في مناطق النزاع النشط. وعبّر عن قلقه من استهداف المستشفيات، حيث قُتل وجرح موظفون ومرضى، وأصبحت الملاجئ، التي كانت تستخدم كمدارس، عرضة للقصف اليومي.
وفي هذا السياق، دعا مسؤولون أمميون العاملون في المجال الإنساني إلى ضرورة حماية المرافق الصحية وإجلاء المرضى الذين يعانون من حالات حرجة. وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنه عند نقطة تفتيش قريبة من مستشفى كمال عدوان، كان هناك الآلاف من النساء والأطفال يفرون من المنطقة، مما يزيد من الفوضى والاضطراب في المستشفيات التي تعمل بطاقة محدودة.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن السلطات الصحية قررت تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة بسبب "تصاعد العنف" وأوامر النزوح الجماعي، مشددًا على أهمية الوصول إلى جميع الأطفال لضمان تغطية صحية كافية.
بدوره، حذر جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، من محنة الأطفال في غزة بسبب النقص الحاد في عمليات الإجلاء الطبي، مما يترك الأطفال الصغار عرضة لمشاكل صحية خطيرة، وينتظرون فرصًا للخروج لتلقي العلاج. وأوضح أن الوضع الراهن يعني أن الأطفال يموتون ليس فقط بسبب القصف، ولكن أيضًا بسبب نقص الرعاية الطبية اللازمة.
وفي تقريره، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الأزمة الإنسانية في شمال غزة تتفاقم بسرعة، مع نقص شديد في الضروريات الإنسانية. وذكر أن غالبية محاولات تقديم المساعدة ما زالت تُرفض أو تُعرقل، حيث تم رفض تسليم إمدادات غذائية أساسية ومياه إلى جباليا في الشمال.
تستمر الأعمال العدائية في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك الجنوب، حيث أبلغت تقارير عن هجمات إسرائيلية أسفرت عن مقتل العشرات، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
ارتفاع حصيلة مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا إلى 40 شهيدًا و80 مصابًا
أعلنت مصادر طبية فلسطينية، ارتفاع حصيلة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قصف مربع سكني في "بيت لاهيا" شمال قطاع غزة إلى 40 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و80 مصابا.
وأوضحت المصادر ذاتها - وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اليوم الأحد، - أن حصيلة الشهداء منذ بدء حصار الاحتلال شمال القطاع ارتفعت إلى نحو ألف شهيد، مع إخراج المنظومة الصحية عن العمل.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023؛ ما أسفر عن استشهاد 42 ألفا و924 فلسطينيا، وإصابة 100 ألف و833 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.