نتنياهو في مرمى المحكمة الجنائية.. إسرائيل على شفا العزلة الدولية
سلط تقرير لصحيفة "الجارديان" الضوء على الوضع المتأزم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنه أصبح الآن عرضبة للمسائلة القانونية على المستوى الدولي، بعدما حددت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مستقبلاً قاتماً لإسرائيل، مهددة إياها بأن تتحول إلى "دولة منبوذة".
مخاطر الاعتقال: تهديدات تواجه نتنياهو ووزير دفاعه
وفقًا للتقرير، بعد القرار الأخير للمحكمة الجنائية الدولية، أصبح بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت في خطر الاعتقال إذا وطأت قدماهما أرض أي من الدول الأعضاء في المحكمة، التي تشمل بريطانيا وأغلب دول الاتحاد الأوروبي. ويكمن التهديد في أن الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية ستلتزم بتطبيق مذكرات الاعتقال، مما يضع هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين في موقف قانوني حرج للغاية.
استراتيجية التجويع: اتهامات قانونية وأخلاقية
تناول التقرير ما وصفه بـ"استراتيجية التجويع" التي اتبعتها إسرائيل في غزة، واعتبرتها المحكمة الجنائية الدولية غير قابلة للدفاع عنها. وقد فتح عدم إجراء تحقيقات في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول وفي سير الحرب في غزة، الباب أمام محكمة لاهاي للنظر في القضية. الصحيفة ترى أن هذه الاستراتيجية، التي تركز على حرمان المدنيين من أساسيات الحياة، تعتبر جريمة ضد الإنسانية.
ورغم أن الحلفاء الإسرائيليين انتقدوا المحكمة الجنائية الدولية واتهموها بالتحيز، فإن الصحيفة تشير إلى أن اللوم يقع بشكل مباشر على نتنياهو وحكومته، التي كان بإمكانها تجنب هذا الوضع بالامتناع عن استخدام التجويع كوسيلة للحرب.
دعم غربي لنتنياهو: التحذيرات الأميركية من تأثير الحرب على المدنيين
أشار التقرير إلى تحذيرات الحلفاء الأمريكيين الذين طالبوا إسرائيل بمراجعة استراتيجيتها العسكرية، مؤكدين أن الحرب يجب أن تكون موجهة ضد مقاتلي حماس فقط وليس ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة. ورغم صعوبة إثبات الاتهامات العسكرية المتعلقة بالانتهاكات القانونية أثناء الحرب، فإن المحور الأخلاقي الذي يركز على التجويع وحرمان المدنيين من الطعام والدواء أصبح حجة قانونية دامغة ضد إسرائيل.
تسريع المسار نحو العزلة الدولية
أضافت الصحيفة أن الاتهامات ضد إسرائيل لن تختفي رغم الاعتراضات على عدالة المحكمة الجنائية الدولية واتهامها بازدواجية المعايير. حتى وإن كان من الصعب تصور محاكمة نتنياهو قريبًا، فإن المذكرات الصادرة ضد مسؤولين إسرائيليين قد تعزز الدعوات إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، فضلاً عن احتمال إجراء تحقيقات جنائية مع شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية من المستوى الأدنى. هذا سيؤدي إلى زيادة عزلة إسرائيل على المستوى الدولي ويزيد من احتمالية تحولها إلى "دولة منبوذة".
الخلاصة:
فيما يبقى مصير نتنياهو وحكومته محل تساؤل، إلا أن الصحيفة ترى أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تغيير كبير في موقف المجتمع الدولي تجاه إسرائيل، مما قد يعجل من مسارها نحو العزلة العالمية إذا استمرت في استخدام السياسات التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين بشكل غير قانوني.