موضوع خطبة الجمعة اليوم.. ”المُخَدِّرَاتُ ضَيَاعٌ لِلْإِنْسَانِ”
في خطبة الجمعة التي أعدتها وزارة الأوقاف المصرية بتاريخ 27 ديسمبر 2024، تم التأكيد على أهمية توعية المجتمع بمخاطر المخدرات وأضرارها الفادحة على الفرد والمجتمع. وقد بدأ الخطبة بالتأكيد على عظمة العقل كنعمة من الله عز وجل، وأوضح أنها من أعظم الهبات التي خلقها الله للإنسان. وكان التركيز على أن العقل هو أداة الإبداع والتفكير وصناعة الحضارة، وأن استغلاله بشكل صحيح هو أساس بناء الأمم وتقدمها.
نص الخطبة:
العقل شرف للإنسان: استهلت الخطبة بالتأكيد على أن العقل هو أثمن ما يملك الإنسان، وأن الله سبحانه وتعالى قد شرف هذا العقل وجعل منه أساسًا للإبداع واكتشاف الحقائق، بل وجعل العقل مناطًا لتحمل المسؤولية الدينية. فكل إنسان مكلف بتوظيف عقله بما يليق بعظمته وسموه.
التحذير من الإدمان: تم التنويه إلى أن المخدرات تُمثل أكبر تهديد لهذا العقل، حيث أنها تؤدي إلى تغييبه وإضعافه، مما يحول الإنسان إلى شخص غير قادر على أداء واجباته الدينية والاجتماعية. وتم التأكيد على أن تدمير العقل لا يقتصر فقط على صحة الفرد، بل يمتد تأثيره ليشمل المجتمع والأمة ككل. لذا فإن تعاطي المخدرات ليس فقط تدميرًا فرديًا، بل هو تهديد للأوطان أيضًا.
التداعيات المجتمعية للمخدرات: تم التحذير من أن المخدرات لا تضر العقل فقط، بل هي سبب رئيسي في تدمير الأسر والمجتمعات، حيث تؤدي إلى تفكك الأسر، وزيادة معدلات الفقر، والجريمة. كما تم التأكيد على أن الإدمان يؤدي إلى ضياع المال وتدمير الصحة، ويغيب القيم الإنسانية والأخلاقية.
التوجيه إلى الوقاية: وُجهت الخطبة دعوة ملحة إلى ضرورة الوقاية من المخدرات، وأكدت على أن الوقاية هي خير من العلاج. وقد تم الاستشهاد بالآية الكريمة {فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، مما يعكس أهمية تجنب الوقوع في هذا الفخ الذي يؤدي إلى الهلاك. كما تم التأكيد على أن الوقاية تشمل توعية الشباب والبالغين بمخاطر المخدرات، وأن المسؤولية تقع على عاتق الأسرة والمجتمع والدولة في العمل على الحد من انتشارها.
أضرار المخدرات على الدول: كما تم التذكير بأن المخدرات تسبب خسائر ضخمة على المستوى الاقتصادي، حيث تدمّر اقتصادات الدول من خلال إهدار الأموال والموارد في محاربة هذه الآفة. إضافة إلى ذلك، تم التنبيه إلى أن المخدرات تؤدي إلى انهيار الأخلاقيات وتعميق الجريمة والفوضى.
النهي النبوي الشريف: استشهدت الخطبة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي نهى عن كل ما يُسكر ويُفتر العقل، وقال: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ»، مما يبين أن المخدرات ليست فقط محرمة من الناحية الدينية، بل هي ضرر شامل لكل جوانب حياة الإنسان.
التأثيرات السلبية على الأفراد: تم التطرق إلى المعاناة التي يواجهها الأفراد بسبب تعاطي المخدرات، ومنها انهيار صحة الفرد، ضياع الأموال، التفكك الأسري، والوقوع في الجرائم. كما تم ذكر قصص مؤلمة عن أشخاص فقدوا كل شيء بسبب الإدمان، بداية من ضياع المال والعقل وصولًا إلى تدمير العلاقات العائلية.
الدعوة إلى التوبة والإقلاع: اختتمت الخطبة بتوجيه رسالة مباشرة للمُدمنين، حثتهم على التوبة والعودة إلى الله، والتخلص من هذه العادة السيئة. كما تم التذكير بأن السعادة الحقيقية ليست في تعاطي المخدرات، بل في الصحة والعافية، وفي الحياة الصادقة والمليئة بالأمل والإيمان.
الختام:
في النهاية، تم التأكيد على ضرورة التعاون المجتمعي لمكافحة هذه الآفة، والعمل على بناء جيل سليم عقليًا وجسديًا، بعيدًا عن المخدرات، من خلال التعليم والتوجيه المستمر. كما تم التأكيد على أهمية التربية الدينية والأخلاقية للشباب، وتوفير الدعم النفسي والعلاج للمُدمنين.