بولندا تدعو لإشراك ”الناتو” في أوكرانيا.. ورد روسي ضد بريطانيا

أكد الرئيس البولندي أندريه دودا، ضرورة إشراك حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أي انتشار محتمل للقوات الأوروبية في أوكرانيا، لضمان تطبيق وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو.
وتأتي تصريحات دودا في سياق المناقشات المتزايدة حول إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا، خصوصًا مع تصاعد التنسيق بين موسكو وواشنطن في الفترة الأخيرة.
في مقابلة مع قناة "LCI" الفرنسية، شدد دودا، المقرب من حزب "القانون والعدالة" القومي المعارض، على أن اتخاذ قرار بهذا الحجم لا يمكن أن يكون منفردًا، بل يجب أن يتم عبر "الناتو"، معتبرًا أنه "قرار مهم جدًا ويذهب بعيدًا".
بولندا مركز الدعم الغربي لأوكرانيا
تُعد بولندا واحدة من أبرز قنوات الإمداد العسكري واللوجستي لأوكرانيا، حيث أشار دودا إلى أن بلاده تُعد المحور الرئيسي لنقل المساعدات الغربية إلى أوكرانيا. وأوضح أن أهم الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية التي تربط أوكرانيا بأوروبا تمر عبر بولندا، بالإضافة إلى وجود مطار دولي بالقرب من الحدود الأوكرانية، يُستخدم لنقل الإمدادات العسكرية والإنسانية.
مقترح بولندي لتعزيز الدفاع الأوكراني
كشف دودا عن اقتراح سابق قدّمه، يسمح لحلفاء أوكرانيا بإطلاق صواريخ من أراضي دول "الناتو"، بما فيها بولندا، لحماية الأجواء الأوكرانية من الهجمات الروسية. لكنه أقر بأن الفكرة لم تحظَ بعد بموافقة داخل الحلف، ما يعكس حساسية مثل هذا القرار على المستوى الدولي.
اهتمام بولندي بالمبادرة الفرنسية حول الردع النووي
أعرب الرئيس البولندي عن اهتمامه بالمناقشات التي أطلقها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إمكانية استخدام الردع النووي لتعزيز أمن أوروبا. وكان ماكرون قد صرّح، الخميس، بأنه يحتاج بضعة أشهر لدراسة إمكانية تطوير تعاون أوروبي جديد في هذا المجال.
في هذا السياق، أكد دودا أن أي مبادرة من شأنها تعزيز الأمن الأوروبي تستحق الاهتمام، مشيرًا إلى أنه يدعم التعاون مع الحلفاء لتعزيز القدرات الدفاعية لدول أوروبا الشرقية.
تنسيق أوروبي لدعم كييف
من المقرر أن يجتمع وزراء دفاع الدول الأوروبية الأربع الكبرى – فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، وبريطانيا – يوم الأربعاء، بهدف تنسيق الجهود لدعم أوكرانيا. يُشير هذا الاجتماع إلى تصعيد أوروبي جديد في مستوى الدعم العسكري والسياسي لكييف، وسط استمرار الحرب وتزايد الضغط الروسي.
تعكس تصريحات دودا والمواقف الأوروبية المتزايدة رغبة في تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، مع تزايد الحديث عن نشر قوات أوروبية على الأرض.
روسيا تصعّد ضد بريطانيا بإلغاء اعتماد دبلوماسيين
في خطوة تصعيدية، أعلنت روسيا، إلغاء اعتماد دبلوماسيين بريطانيين بتهمة تنفيذ "مهام استخباراتية". وفقًا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فقد تم الكشف عن اثنين من العملاء البريطانيين يعملان تحت غطاء دبلوماسي – هما ألكيش أوديدرا ومايكل سيكنر – مما دفع موسكو إلى إخطارهما بمغادرة البلاد خلال أسبوعين.
توتر متصاعد بين لندن وموسكو
يأتي هذا القرار في ظل توتر غير مسبوق بين بريطانيا وروسيا منذ الحرب الباردة، حيث لعبت لندن دورًا رئيسيًا في فرض العقوبات الغربية على موسكو، وزوّدت أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات العسكرية منذ اندلاع الحرب في عام 2022. ويشير هذا التصعيد إلى استمرار المواجهة الدبلوماسية بين البلدين، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات الأوروبية-الروسية.
ويُظهر التصعيد الروسي ضد بريطانيا تمسك موسكو بخطها المتشدد تجاه الغرب، مما ينذر بمزيد من المواجهات الدبلوماسية وربما العسكرية في المستقبل القريب.