اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

وليد جنبلاط: إسرائيل تستخدم الدروز لتقسيم سوريا

الدروز
الدروز

يُعدّ تنظيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني حفلًا في دارة المختارة (جبل لبنان) بمناسبة الذكرى الـ48 لاغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط خطوة رمزية وسياسية ذات أبعاد عدة. يأتي هذا الحدث في وقت يشهد فيه المشهد اللبناني والإقليمي تحولات ملحوظة، ما يجعل من مناسبة استذكار إرث كمال جنبلاط منصة لإعادة صياغة السياسات والرؤى الوطنية.

السياق التاريخي والسياسي

يشكل اغتيال كمال جنبلاط علامة فارقة في الذاكرة السياسية اللبنانية، إذ يُنظر إليه كرمز للنضال من أجل الهوية العربية والعدالة الاجتماعية. ويُبرز الاحتفال بعد هذه الذكرى مدى تأثير إرثه على المشهد السياسي، خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها لبنان. إن استحضار هذه الذكرى يحمل في طياته دعوة لاسترجاع المبادئ التي دافع عنها كمال جنبلاط، مثل وحدة الصف الوطني والتمسك بالهوية العربية في مواجهة محاولات التقسيم.

كلمة وليد جنبلاط ورؤيته المستقبلية

ركز وليد جنبلاط، الذي يشغل سابقًا عضوية مجلس النواب ورئاسة الحزب الاشتراكي، في كلمته على توجه جديد لكل من بلدة المختارة والحزب الاشتراكي نحو مرحلة مستقبلية تتسم بالثبات على الهوية العربية للبنان. جاء هذا التصريح تأكيدًا على ضرورة الحفاظ على جذور لبنان الثقافية والسياسية في مواجهة التطورات الإقليمية. كما تطرق إلى قضية إخلاء الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي وإعادة إعماره، وهو ما يُبرز أهمية دمج البعد الأمني مع العملية التنموية لإعادة بناء المناطق المتضررة.

تحولات في السياسة السورية

في سياق مرتبط، أعلن وليد جنبلاط عن انتهاء تقليد إحياء ذكرى والده بعد اعتقال النظام الجديد في سوريا المسؤول عن اغتياله، مشيرًا إلى "شمس الحرية" التي أشرقت على سوريا بعد غياب طويل. يُعبّر هذا التصريح عن تفاؤل بشأن التغييرات السياسية في سوريا، لكنه يأتي مع تحذير واضح من استغلال بعض عناصر الطائفة الدرزية، التي يُطلق عليهم "بني معروف"، كوسيلة لتقسيم سوريا. بهذه الكلمات، يؤكد جنبلاط أن الزيارات الدينية أو الخطوات الرمزية لا يمكن أن تلغي الحقائق السياسية أو تغير من واقع الاحتلال.

الجدل الإقليمي والزيارة إلى إسرائيل

يكتسب الحدث بعدًا إقليميًا إضافيًا مع الزيارة غير المسبوقة لحوالي 60 شيخًا من مشايخ الدروز في جنوب سوريا إلى إسرائيل، والتي تمت استجابة لدعوة الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل. أثارت هذه الزيارة جدلاً واسعًا نظرًا لتداخلها مع تصريحات الحكومة الإسرائيلية التي تعهدت بحماية الدروز في سوريا، مما يزيد من حساسية الموقف السياسي والديني في المنطقة. يُظهر هذا التطور كيف أن الخطوات الرمزية والسياسية تتقاطع مع التحركات الإقليمية، وتُعيد رسم خريطة العلاقات بين الفاعلين السياسيين والدينيين في الشرق الأوسط.

كما يمثل الاحتفال في دارة المختارة أكثر من مجرد إحياء لذكرى زعيم، إذ يعكس تحولًا في الخطاب السياسي اللبناني نحو إعادة التأكيد على الهوية العربية والنضال ضد محاولات التقسيم. من خلال كلمة وليد جنبلاط، يتم تسليط الضوء على أهمية الوحدة الوطنية والتزام الدعم لأوكرانيا في السياق الإقليمي، مع إبراز ضرورة مواجهة الاحتلال وإعادة الإعمار في الجنوب اللبناني. كما يُشير الحدث إلى التعقيدات المرتبطة بالسياسات السورية والزيارات الدينية التي تحمل أبعادًا سياسية، مما يؤكد أن التحديات الراهنة تتطلب رؤية شاملة تجمع بين الحاضر والماضي لتشكيل مستقبل أكثر استقرارًا.