تصاعد الهجمات الروسية على أوكرانيا وسط تعثر المفاوضات ومخاوف دولية من المماطلة

مع استمرار القصف الروسي على المدن الأوكرانية وتدمير البنية التحتية الحيوية، يبدو أن التصعيد العسكري سيظل هو السمة الأساسية للصراع في المستقبل القريب. من جانب آخر، يبقى التعثر في المفاوضات مع موسكو قضية مركزية تثير قلق حلفاء كييف، الذين بدأوا في التشكيك في نية بوتين إيقاف الحرب.
وفي تصعيد جديد، أعلنت أوكرانيا عن إصابة ستة أشخاص في هجومين منفصلين شنتهما القوات الروسية على العاصمة كييف ومدينة ميكولايف الجنوبية يوم الأحد. يأتي ذلك بعد يوم من الهجوم المدمر الذي استهدف مدينة كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً على الأقل، بينهم تسعة أطفال.
القتال على الأرض يشتد بشكل يومي، حيث ضربت الهجمات الروسية مناطق سكنية في كييف وميكولايف، مما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة. في كييف، أُصيب مدنيان وتم نقلهم إلى المستشفى، بينما دمر الهجوم عدة منازل في ميكولايف، مما جعل فرق الإطفاء تعمل ليلاً لإخماد الحرائق. هذا التصعيد يشير إلى استمرار روسيا في استهداف البنية التحتية الأوكرانية في محاولة لتعطيل الجبهة الداخلية.
إلى جانب الهجمات على المدن، شنّت القوات الروسية هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على منشآت حيوية في مختلف أنحاء أوكرانيا. الهجوم على مدينة كريفي ريه أسفر عن تدمير 34 مبنى وإصابة 68 شخصاً. كما تواصل القوات الأوكرانية إسقاط الطائرات الروسية المسيرة، حيث أسقطت 51 طائرة من أصل 92، بينما تعرضت مناطق أخرى، مثل دنيبروبيتروفسك وكييف، لأضرار كبيرة.
وفي تزايد لوتيرة الهجمات المضادة، أعلنت أوكرانيا أنها استهدفت منشآت صناعية في روسيا، مثل مصنع الألياف الضوئية في سارانسك، مما يضيف بُعداً استراتيجياً للهجمات التي تنفذها كييف في عمق الأراضي الروسية.
في خضم هذا التصعيد العسكري، تتعثر المفاوضات بين موسكو وكييف، والتي تتوسط فيها الولايات المتحدة، ما يزيد من تعقيد الوضع. حيث اتهم حلفاء كييف الأوروبيون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمماطلة، مشيرين إلى أن موسكو تواصل انتهاك الاتفاقات المبدئية المتعلقة بهجمات على البنية التحتية للطاقة. تصريحات مسؤولي وزارة الخارجية الفرنسية والبريطانية، التي اتهمت بوتين بـ"اللعب على الوقت"، تعكس إحباطاً دولياً متزايداً من استمرار الهجمات الروسية على المنشآت الحيوية.
الدور الغربي في الأزمة يتزايد يوماً بعد يوم، حيث تواصل الدول الغربية الضغط على موسكو لإنهاء الحرب. فقد دعا عدد من الوزراء الأوروبيين إلى ضرورة تحديد جدول زمني لروسيا لقبول وقف إطلاق النار، في وقت تزداد فيه الضغوط على بوتين للتفاوض بشكل جاد. في هذا السياق، عبر وزير الخارجية الألماني عن خيبة أمله من تصريحات بوتين، واصفاً إياها بأنها "وعود جوفاء" تهدف إلى إضاعة الوقت.
على الجبهة الأميركية، عبر الرئيس دونالد ترامب عن استيائه من بوتين، لكن سرعان ما خفف من حدة تصريحاته، معتقداً أنه قد يلتزم بتعهداته في حال التوصل إلى اتفاق. في المقابل، رفض الكرملين التقارير التي تتحدث عن إجراء محادثات هاتفية بين بوتين وترامب، ما يسلط الضوء على التباين في المواقف بين روسيا والولايات المتحدة.
في هذا السياق، يعكس الواقع العسكري والدبلوماسي الراهن حالة من الجمود التي قد تؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية والمادية إذا استمر هذا الاتجاه.