اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
مصر تشارك في الجلسة الحوارية رفيعة المستوى للمنتدى العالمي للمياه «اتحاد العالم الإسلامي» يسأل و«خبراء» يجيبون: « كيف نصنع تراثاً؟»| صور الرئيس الصيني: الرسوم الجمركية حرب تجارية لا فائز فيها مصر جاءت ثم جاء التاريخ.. «قبة الغوري» شاهدة على إحياء «التراث المعماري في 2025» أكثر من 400 قتيل ونزوح 60 ألف أسرة في المعارك الأخيرة بدارفور الصين تؤكد رفضها القاطع لأعمال القرصنة الحوثية بالبحر الأحمر أبو الغيط : صعود اليمن المتطرف في إسرائيل ضيع فرص السلام أوروبا تعلن عن مساعدات ضخمة للسلطة الفلسطينية «إحدى حلقات مسلسل حربه على الإعلام.. ترامب يتوعد شبكة شهيرة بـ«ثمن باهظ» قنوات خلفية ومحادثات غير معلنة.. هل يُمهِّد لقاء مبعوث ترامب وبوتين لتسوية محتملة في أوكرانيا؟ في ختام ” مستقبل التراث.. رؤى وتحديات”: الحفاظ على التراث يعزز الانتماء اتجاه الوطن كتيبات الطوارئ تنتشر في أوروبا.. استعدادات متزايدة لمواجهة محتملة مع روسيا وسط شكوك شعبية

خطأ رقمي أم خرق أمني؟ كيف وصل صحفي The Atlantic إلى قلب خطة الهجوم على الحوثيين

سيغنال
سيغنال

في واحدة من أكثر الحوادث المثيرة للجدل في كواليس الأمن القومي الأمريكي، كشفت صحيفة الجارديان تفاصيل جديدة حول كيفية تسرب معلومات حساسة تتعلق بخطط عسكرية أمريكية في اليمن إلى الصحفي جيفري جولدبرغ، رئيس تحرير مجلة The Atlantic. الواقعة التي بدأت بخطأ بسيط في جهات الاتصال، تحولت إلى قصة تكشف عن هشاشة مذهلة في منظومة أمنية يُفترض أنها محكمة.

خطأ رقمي تتحول إلى ثغرة استخباراتية

تشير التفاصيل إلى أن الخطأ الفادح ارتكبه مايك والتز، مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، حينما خزن رقم هاتف جولدبرغ في جهازه الآيفون تحت اسم بريان هيوز، المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي. ما حدث هو أن هيوز، في وقت سابق، أرسل رسالة نصية إلى والتز تتضمن محتوى بريد إلكتروني تلقّاه من جولدبرغ، دون إزالة التوقيع الإلكتروني الذي يحوي رقم الهاتف.

بفضل خاصية "اقتراح جهات الاتصال" في آيفون، أدرج الهاتف رقم جولدبرغ تلقائيًا ضمن جهة الاتصال لهيوز، دون أن يلحظ والتز ذلك. لاحقًا، وعندما أنشأ جروبًا على تطبيق "سيغنال" لمناقشة ضربات مرتقبة ضد الحوثيين، أضاف رقم جولدبرغ تحت اسم هيوز ظنًا منه أنه يضيف المتحدث الرسمي، وإذا بالصحفي يجد نفسه في قلب نقاش سري رفيع المستوى.

جولدبرغ في الغرفة

وفقًا لما نقله جولدبرغ نفسه، فقد اطلع على تفاصيل خطة الهجوم قبل ساعتين من تنفيذ الضربات الجوية على اليمن في 15 مارس، ما يطرح تساؤلات خطيرة: كيف يمكن لصحفي أن يسبق أجهزة الاستخبارات في معرفة توقيت بدء عملية عسكرية؟

ورغم أن جولدبرغ رفض الإدلاء بتفاصيل إضافية، إلا أنه أقر بأن الاتصالات بينه وبين والتز قد حدثت، ما يناقض رواية والتز التي تنفي وجود معرفة مباشرة. التناقض يزيد من الشكوك حول طبيعة العلاقة بين الطرفين، ويضع علامات استفهام على مدى الحذر في التعامل مع المعلومات الحساسة داخل الإدارة الأمريكية.

البيت الأبيض في موقع الدفاع.. وترامب يوازن بين الخسائر الإعلامية والسياسية

في ظل الضجة التي أثيرت، رفض البيت الأبيض التعليق، واكتفى بتحقيق داخلي لم يصل إلى نتيجة واضحة. أما الرئيس ترامب، فرغم تفكيره في إقالة والتز، اختار في النهاية الاحتفاظ به في منصبه، مدفوعًا برغبة في عدم منح The Atlantic أو وسائل الإعلام "نصرًا مبكرًا" في ولايته الثانية، كما قالت الجارديان.

هذا التردد السياسي يكشف مفارقة عميقة: بينما يتعامل النظام الأمني مع تسريبات خطيرة، ينشغل القرار السياسي بردود الفعل الإعلامية، وليس جوهر الخلل الأمني.

الخلفية الجيوسياسية.. هجمات الحوثيين ورد أمريكا الناري

تأتي هذه الواقعة في وقت بالغ الحساسية. ففي 11 مارس، أعلنت جماعة الحوثي استئناف عملياتها ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، عقب إنذار وجهته لتل أبيب بفتح المعابر نحو غزة. وردًا على ذلك، شنت القيادة المركزية الأمريكية سلسلة من الغارات داخل اليمن، أسفرت عن مقتل 31 شخصًا، ورافقها تحذير حاد اللهجة من الرئيس بايدن للحوثيين.

لكن، تسريب توقيت الضربات مسبقًا لصحفي، حتى وإن عن طريق الخطأ، كان كفيلًا بتهديد العملية من جذورها، ويطرح أسئلة حول مدى تأمين عمليات التنسيق بين المسؤولين في عصر الهواتف الذكية وتطبيقات المراسلة.

أين تقف حدود الأمن في زمن الرقمنة؟

قصة جولدبرغ ووصوله غير المقصود إلى جروب سري تناقش فيه أعلى مستويات القرار العسكري الأميركي، تُظهر كيف يمكن أن تنقلب أدوات الراحة التقنية إلى أدوات كارثية في البيئات السيادية.

الواقعة لا ترتبط فقط بخطأ فردي، بل تكشف عن هشاشة بنيّة الاتصال الرقمي داخل أعلى هرم السلطة، وتعيد فتح النقاش حول ضرورة تحديث أنظمة الأمن السيبراني والرقمي داخل البيت الأبيض والدوائر المتصلة به، لتواكب التطورات التكنولوجية دون أن تكون ضحيتها.