أسرار وتفاصيل تراجع ترامب عن رسومه الجمركية

في تحول غير متوقع، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بعض قراراته الاقتصادية الكبرى، مبدياً تخفيفاً حاداً في الإجراءات التي كانت تهدد بتوسيع دائرة الحرب التجارية العالمية. فبعد إعلان فرض تعريفات جمركية جديدة على مجموعة من الدول، تراجع جزئياً عن هذه الخطوة بعد ضغوط متزايدة من مستشاريه الجمهوريين، إضافة إلى التحذيرات التي تلقاها من زعماء دوليين بشأن تداعيات هذه الإجراءات على الاقتصاد العالمي.
صحيفة "واشنطن بوست" نشرت تفاصيل محورية حول هذا التراجع الذي حدث خلال فترة زمنية قصيرة تمتد من مساء الثلاثاء إلى ظهر الأربعاء، ما يمثل تحولًا دراماتيكيًا في سياسة ترامب الاقتصادية. إذ استيقظت واشنطن الأربعاء على أخبار تفيد بأن التعريفات الجمركية على السلع الأجنبية قد وصلت إلى أعلى مستوياتها في تاريخ الولايات المتحدة، مما أثار قلقاً متزايداً بشأن احتمالية تأثر الاقتصاد الأمريكي سلباً جراء تلك القرارات. فقد ارتفعت الأصوات التحذيرية من أسواق السندات التي أظهرت إشارات قلق حيال التصعيد التجاري الذي قد يُفضي إلى أزمة اقتصادية أكبر.
تأثيرات سلبية
ورغم الأثر الكبير للحرب التجارية على الأسواق العالمية، كان مستشارو ترامب لا يزالون يعتقدون أن جهود الرئيس لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي وإنهاء سياسات العولمة ستؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل. إلا أن فقدان مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ما يقارب 12% من قيمته خلال أسبوع واحد كان كفيلًا بدفع الرئيس إلى إعادة النظر في بعض خياراته.
الساعات التي سبقت هذا التراجع شهدت تدخلات مكثفة من قبل أعضاء جمهوريين في الكونغرس وزعماء دوليين، الذين عبروا عن قلقهم من التأثيرات السلبية لهذه السياسات على الأسواق الدولية. وفقًا للصحيفة، كانت هناك مكالمات هامة أجراها ترامب مع أعضاء من مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين حذروا من أن تأثير هذه السياسات قد يضر بالاقتصاد الأمريكي، وخاصة فيما يتعلق بالقطاع الزراعي والتصنيع.
ضغوط عالمية
كما تلقى ترامب ضغوطًا من زعماء دوليين مثل الرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر، الذين طالبوه بالتراجع عن التعريفات الجمركية المفروضة على السلع السويسرية. وحذر الرئيس التنفيذي لجي بي مورغان تشيس، جيمي ديمون، من أن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي قد يؤدي إلى الركود.
وبحلول منتصف نهار الأربعاء، بدأ ترامب في اتخاذ خطوات لتخفيف حدة تلك الإجراءات، ما أحدث صدمة بين مستشاريه، الذين لم يتوقعوا هذا التراجع المفاجئ. واعتبر البعض من داخل البيت الأبيض أن هذا القرار يمثل تحولًا غير متوقع في السياسة التجارية للرئيس، حتى أن بعض أعضاء فريقه لم يكونوا على دراية كاملة بالتفاصيل الجديدة للقرارات التي تم اتخاذها في المكتب البيضاوي.