متى يجب على الطفل أن يصوم؟
يعد صيام رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، ويشكل جزءًا هامًا من الممارسات الدينية للمسلمين. ومع ذلك، تثار بعض الأسئلة حول متى يجب على الأطفال الصغار أن يبدؤوا في صوم رمضان وما هو السن المناسب لبدء صيامهم، تمتلك هذه القضية أهمية كبيرة للوالدين الذين يرغبون في تعليم أولادهم الصيام والالتزام بالشعائر الدينية.
قالت دار الإفتاء المصرية: إن الصيام ركن من أركان الإسلام الخمس لقوله صلى الله عليه وسلم: «بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ» رواه البخاري.
وأكدت الإفتاء، النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن القلم يُرفَع عن ثلاثة أشخاص: المجنون حتى يستعيد عقله، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يحتلم.
وأضافت الافتاء، من المستحسن أن يتعود الأطفال على الصيام تدريجيًا قبل بلوغهم، حتى يكون لهذا تأثيرًا إيجابيًا في تعزيز العمل الصالح والتقوى في نفوسهم.
تختلف آراء الفقهاء حول السن المناسب لبدء صيام الأطفال في رمضان، يعتبر بعض المفتين والعلماء المالكية وبعض الحنفية أن الصيام يجب على من بلغ سن الخامسة عشرة قمرية، في حين يرون جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة أن الصيام يجب على من بلغ سن التكليف، وهو يتفاوت باختلاف نمو الطفل، وقد حدد بعض العلماء سن العاشرة كسن يبدأ فيه الوالدان تعليم أطفالهما الصيام.
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية في رده على سؤال حول تكليف الأطفال والصبيان غير المكلفين بالصيام: إنه من المحبَّب أن نعوِّد الأطفال قبل البلوغ على الصلاة والصيام، بل
لا مانع من اصطحابهم في العمرة أو الحج دون إجبار أو إرهاق، ويحسب لهم حج نافلة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لَقِيَ رَكبًا بالرَّوحاء، فقال: «مَنِ القَومُ؟» قالوا: المسلمون، فقالوا: مَن أنت؟ قال: «رسولُ اللهِ»، فرَفَعَت إليه امرأةٌ صَبِيًّا، فقالت: ألهذا حجٌّ؟ قال: «نَعَم، ولكِ أَجرٌ» رواه مسلم. وعلى ذلك يصحُّ حجُّ الصبي ما دام قد أكمل له والداه أركانَ حجِّه وواجباتِه، ويُحسَب لهما وَلَهُ حسناته كحج نافلة، ولا يُغنِي عن حج الفريضة؛ لأن شرط العبادة المفروضة التكليف، والصبيُّ غير مكلَّف.