الإفتاء توضح حكم صلاة ركعتين بأكثر من نية واحدة
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حول حكم صلاة ركعتين فقط بأكثر من نية كصلاة قيام الليل وسنة العشاء.
وأجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن سيدنا النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- يقول إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، فتعدد النيات أو التشريك بالنية كل جائز وعليه ثواب وأجر من الله- سبحانه وتعالى-"
وتابع أمين الفتوى، أنه
يمكن أيضا قراءة القرآن الكريم ووهب ثوابه إلى أي شخص، والأكثر فى الثواب والأجر هو كل صلاة لشيء واحد فقط".
وأشار إلى أن سنة العشاء تتبع العشاء وهي من قيام الليل بالمعنى الأعم وليس الأخص لكونها تؤدى ليلًا لكنها راتبة للعشاء، وأي صلاة يمكن أن ننوي بها التوبة، فالتوبة هي غاية الصلاة جميعها.
وأكد أن الضابط فى أداء الصلاة هو أن كل صلاة تؤدى لذاتها لا تشترك ولا يدخل معها صلاة أخرى، فإشراك النية بين الصلوات لا يصح فمثلًا لا يصح إشراك النية بين صلوات الفريضة لأن كل صلاة مقصودة بذاتها.
وتابع: فمثلًا إذا أراد الإنسان أن يصلى فلا يصح أن يصلى بنتين صلاة الضحى وصلاة الفجر، فكل صلاة تصلى كما هى، كذلك كسنة الظهر والعصر فكلاهما سنن مقصودة لذاتها، فلا يصح أن يصلي صلاة واحدة ويجمع بينهما.
ولفت إلى أن هناك صلاة ليست مقصودة بذاتها كتحية المسجد وسنة الوضوء، فمن الممكن أن يصلى صلاة واحدة بنيتين نية تحية المسجد بنية سُنة الوضوء، فالغرض من صلاة سُنة الوضوء للصلاة بعد أن يتوضأ، والغرض من تحية المسجد إلى صلاة بعد أن أدخل المسجد، كذلك يصح إشراك النيتين مع صلاة الإستخارة وسنة الإحرام.
واستشهد بقول الحافظ السيوطي في كتابه "الأشباه والنظائر": أحرم بصلاة ونوى بها الفرض والتحية: صحت، وحصلا معا، قال في "شرح المهذب": اتفق عليه أصحابنا، ولم أرَ فيه خلافًا بعد البحث الشديد سنين] اهـ، وقال في موضع آخر عن التحية مع صلاة أخرى: [تحصل ضمنًا ولو لم ينوِها] اهـ، فالمقصود من تحية المسجد عدم الجلوس قبل الصلاة أيًّا كان نوع الصلاة: مؤدَّاةً أو فائتةً أو راتبةً أو نفلًا مطلقًا أو مقيدًا، لا أنها صلاة مستقلة بذاتها.
ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حث من دخل المسجد أن يصلي ركعتين قبل أن يجلس تحية للمسجد؛ فقال: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ» متفق عليه، ويجوز للمصلي أن يصلي تحية المسجد مع الركعتين اللتين بين الأذان والإقامة؛ نص على ذلك الشافعية وغيرهم.