عيد الأضحى 2024 في السودان.. الحرب تسلب فرحة الكبار و الصغار
لأنّ عيد الأضحى يمثل بالنسبة إلى السودانيين حدثاً عظيماً، ويسمّونه "العيد الكبير"، فما إن يقترب حتى تنقلب الحياة اليومية الروتينية رأساً على عقب، إلا أنّه هذا العام يأتي في ظلّ ظروف سياسية شديدة التعقيد،
للعام الثاني توالياً، يحتفل السودانيون بعيد الأضحى المبارك، بينما الشعب يتجرع مرارات الحرب التي جعلتهم بين نازح ولاجئ. يأتي العيد وجميع السودانيين يعانون من أوضاع أمنية وإنسانية واقتصادية معقدة.
لم تعد المدن والقرى في السودان كما كانت عليه في السابق؛ إذ تغيب عن شمس العيد العديد من الطقوس التي يتبعها السودانيون في كل عيد، ويطفو الحزن إلى السطح. تأثر غالبية المواطنين اقتصاديًا بسبب الحرب التي لا تزال نيرانها مستعرة في السودان.
هرب السودانيون من جحيم الحرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ليجدوا أنفسهم بين لاجئ في الدول المجاورة أو الإقليمية، وبين نازح في الولايات التي لم تشهد اشتباكات حتى الآن. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 10.7 ملايين شخص نزحوا بسبب النزاع في السودان، منهم 9 ملايين داخل البلاد، بينما فرَّ 1.7 مليون إلى دول الجوار.
وحسب المتحدث باسم حكومة الأمر الواقع في السودان، جراهام عبد القادر، فإن عدد النازحين في البلاد بلغ أكثر من 11 مليون شخص. وأفاد في تصريحات خلال فبراير الماضي بأن "أكثر النازحين من النساء والأطفال، حيث بلغ عدد النساء 4 ملايين امرأة نازحة، بينما بلغ عدد الأطفال النازحين 3 ملايين".
يعتبر عيد الأضحى من أكبر الأعياد الدينية للمسلمين. لدى السودانيين، يعد عيد الأضحى مناسبة لها خصوصية كبيرة؛ إذ يعود الغالبية إلى أسرهم في المدن والقرى، مما يخلق زخماً كبيراً في رحلة العودة إلى الجذور، ويجعل المدن الكبيرة، بما فيها العاصمة، شبه خالية من الضجيج اليومي.
لم تسلب الحرب السودانيين الإحساس بالعيد فقط، بل تكاد تنقطع جميع مظاهر الأفراح الراتبة في البلاد، مثل حفلات التخرج وأعياد الميلاد وغيرها من الفعاليات. سيمر عيد الأضحى هذا العام والعديد من الأسر لن تستطيع توفير خروف العيد ما سيسلب الصغار والكبار الفرحة بالشعيرة الدينية المهمة بالنسبة للمسلمين.
كانت الأعياد في السودان فرصة للتزاور والتراحم بين الأقارب والأهل والجيران، ولكن في هذا العام الملايين من السودانيين مشردون في أصقاع الأرض داخل وخارج البلاد، في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد. الأمنيات لهذا العيد مثل العيد السابق، ستتركز في الأمل الذي تلخصه المعايدة السودانية: "تامين ولامين".