اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

كيدال المالية.. رحلة من الأمل إلى جحيم الإرهاب

مدينة  كيدال المالية
مدينة كيدال المالية

نحو 60 جثة في كيدال المالية، بعضها تكدس في مقابر جماعية، فيما تناثر البعض الآخر في شكل أشلاء بشرية توزعت بين جذوع الأشجار وأغصانها.

هكذا بدا المشهد في أبيبارة بمنطقة كيدال شمالي مالي، حيث تم العثور على نحو 60 جثة لا يعرف حتى الآن كيف قضوا، لكن مراقبين يؤكدون أنهم حصيلة الإرهاب بالمنطقة.

وعلاوة على الاشتباكات المتقطعة التي تندلع بين الحين والآخر بين الجيش ومجموعات متشددة لا تزال تتمركز في بعض جيوبها، رجحت مصادر محلية أن تكون الجثث التي عثر عليها لمدنيين قضوا «انتقاما».

وأوضحت المصادر أن الإرهابيين غالبا ما يقتلون كل من يشككون في تعاونه مع الجيش حتى بتقديم المعلومات عنهم، ثم يكدسون جثثهم في مقابر جماعية أو يقومون برمي أشلائها في الأدغال القريبة بين الأشجار المتشابكة لتكون -حسب رأيهم- عبرة لباقي السكان.

وبحسب شهود محليين، جرى العثور على الجثث داخل دائرة نصف قطرها حوالي 40 كيلومترا حول أبيباران في شمال شرقي مالي، وتحديدا في قرى أغلي، وأمجلال، وهيدغوس، وأكوماس، وأوزن.

ومؤخرا، اندلعت اشتباكات ضارية بالمناطق المذكورة، حيث أكدت مصادر لإذاعة فرنسا الدولية أن الجيش المالي نفذ بالأسبوعين الماضيين عملية واسعة النطاق لتعقب الإرهابيين.

وتدفقت قوافل الجنود من كيدال وتيساليت واستقرت في إيماسواقاسان، على بعد أربعة كيلومترات من أبيبارا، لكنها واجهت اشتباكات مع إرهابيين ومتمردين.

ويبدو أن الجثث المدفونة في المقابر الجماعية أو الملقاة بين الأدغال، كانت حصيلة لانتقام هؤلاء الإرهابيين ممن يعتقدون أن وصول الجيش لمخابئهم يؤكد وجود وشاة من السكان.

ولم يكتف هؤلاء بالانتقام من السكان «موضع الشك»، لكنهم قاموا أيضا بتدمير نقاط المياه وتسميم نقاط أخرى، مما أدى إلى نفوق الماشية وحرمان الأسر من وسائل عيشها.

وفي تصريح لإعلام فرنسي، قال مصدر أمني متحدثا عن المقابر الجماعية، مفضلا عدم كشف هويته، إن «هذه الحفر موجودة منذ زمن طويل، ولا تقتصر على هذا المكان، إنها موجودة في أماكن كثيرة».

رغم طرد الإرهابيين في نوفمبر 2023 من معقلهم في كيدال من قبل الجيش النظامي، إلا أن مجموعات كثيرة استطاعت المحافظة على جيوب بالمنطقة، تحولت بمرور الوقت إلى نقاط إسناد ومن ثمة انطلاق لشن الهجمات.

وفي تلك المنطقة التي يتقاطع فيها الانفصاليون المطالبون باستقلال الشمال المالي والإرهابيون، تراءت لفترة مؤشرات هدوء لم تصمد طويلا أمام الأزمة الأمنية والسياسية المندلعة منذ 2012.

ففي ظل الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من عقد، شهدت المنطقة فظاعات ارتكبها الإرهابيون ممن حاولوا فرض سيطرتهم لتقليص تنامي قوة المتمردين والمطالبين بالانفصال.

ورغم توقيع اتفاق سلام بين الحكومة المركزية والمجموعات المسلحة في 2015، إلا أن الوثيقة لم تصمد طويلا، لتجد المنطقة نفسها مجددا في أتون الهجمات والاشتباكات.

وباستيلاء المجلس العسكري على الحكم العام الماضي، استأنفت الأعمال العدائية وعادت الجثث المتناثرة لتصبح من يوميات السكان في منطقة لم تهدأ وتيرة العنف والإرهاب فيها إلا لتتجدد بشكل أكثر فظاعة.

موضوعات متعلقة