الجامع الأزهر يناقش الدروس المستفادة من الهجرة النبوية بلغة الإشارة
عقد الجامع الأزهر، حلقة جديدة من اللقاء الفقهي الأسبوعي بلغة الإشارة للصم وضعاف السمع ومتلازمة داون، تحت عنوان: "الهجرة النبوية.. دروس وعبر".
حاضرت فيه د. منى عاشور، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية وعضو المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة.
أكدت الدكتورة منى عاشور، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، أن هناك الكثير من الأسباب التي دفعت الرسول ﷺ إلى الهجرة، كان أهمها شدة إيذاء الكفار للرسول ﷺ وصحابته.
وأوضحت بلغة الإشارة معنى قوله تعالى"إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِىَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٍۢ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِىَ ٱلْعُلْيَا ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، ثم تحدثت عن الدروس والعبر المستفادة من هجرة رسول الله ﷺ ومن أهمها: حرصه ﷺ على هداية قومه وأهل بلده وتحمله أشد أنواع التضييق والظلم في سبيل هدايتهم طوال ١٣ عام منذ بعثته ﷺ، ومنها شدة حب النبي ﷺ لموطنه وبلده الذي نشأ به، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمَكَّةَ: مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ"، فحب الوطن والدفاع عنه واجب ديني، وأيضا الأخذ بالأسباب واجب شرعي ولا يتنافى مع التوكل على الله، فالله عز وجل أمر نبيه بالأخذ بالأسباب والتوكل عليه، قال الله تعالى: "وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ" وهذا ما فعله ﷺ من التخطيط والتجهيز واختيار الصحبة والدليل.
وأضافت الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية: من أهم الدروس المتفادة من هجرته ﷺ شدة أمانته على الرغم من شدة عداء الكفار للنبي ﷺ، قال ابن كثير عن ثقة الكفار في أمانة النبي ﷺ رغم عداوتهم له"وليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يعلم من صدقه وأمانته "، وقد كلف سيدنا محمد ﷺ سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لرد الأمانات إلى أصحابها بعد هجرته ﷺ.
وفي ختام حديثها، قامت د. منى عاشور، بالتذكير بصيام يوم تاسوعاء وعاشوراء والحادي عشر من المحرم وفضل الصيام فيهم وحكمه، وكانت المحاضرة تفاعلية، شهدت أسئلة عديدة منها ما يخص الخلافات الأسرية وقطيعة الرحم وتمت الإجابة عنها بلغة الإشارة.
تأتي هذه البرامج برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.