فضيحة السجون في تونس.. هروب الإرهابيين واستقالات حكومية
أصدر القضاء التونسي قرارا بسجن مسؤولين بارزين في الهيئة العامة للسجون في علاقة بهروب عدد من الإرهابيين من السجن المدني بالمرناقية قبل إعادة القبض عليهم وهي حادثة اثارت الكثير من الجدل مع شكوك بشأن اختراق المؤسسة السجنية من قبل المتطرفين.
وكان خمسة مساجين ارهابيين مصنّفين خطيرين بينهم متهمون في عمليات اغتيال سياسي فروا من السجن المدني بالمرناقية في أكتوبر الماضي فيما تم اصدار قرارات بسجن 17 مسؤولا وموظفا في قطاع السجون في علاقة بقضية الفرار.
وتمكنت قوات مشتركة من الأمن والجيش من القاء القبض على الإرهابيين الخمسة بالتعاون مع المواطنين الذين أبلغوا عنهم الجهات المختصة. وبعد هروبهم الذي اعتبر بمثابة اختراق أمني نادر، أقالت الحكومة كبار مسؤولي المخابرات.
ومن بين هؤلاء أحمد المالكي، المعروف باسم "الصومالي"، الذي كان يقضي حكما بالسجن لمدة 24 عاما بتهمة اغتيال السياسيين العلمانيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في عام 2013.
كما خضع "الصومالي" للتحقيق بشبهة تورطه في اغتيال السياسي محمد البراهمي في العام 2013 واعتقلته قوة أمنية في فبراير 2014 في عملية وصفتها وزارة الداخلية حينها بـ"النوعية" تم خلالها القبض على أربعة عناصر إرهابية وحجز كمية من الأسلحة من بينها سلاح رشّاش عيار بالإضافة إلى عدد من الوثائق والهواتف الجوّالة والشرائح.
أما رائد التواتي أحد الفارين الآخرين فهو متهم بذبح شرطي عام 2014 في جبال الشعانبي قرب الحدود الجزائرية وأصدرت محكمة تونسية هذا العام حكما يقضي بإعدامه بعد إلقاء القبض عليه في 2019 وتقول مصادر أمنية إنه متورط أيضا في "أعنف الهجمات الإرهابية" التي هزت البلاد في العقد الماضي.
واشار خبراء في مجال الامن لوجود شكوك بشأن استقطاب الارهاببيين لحراس في سجن المرناقية لضمان تهريبهم فيما لا يزال الحديث عن امكانية تورط أجهزة خارجية وداخلية في العملية لارباك تونس وهو ما اشار اليه الرئيس قيس سعيد بشأن تورط الحركات الصهيونية.
ولم يصدق التونسيون الرواية الرسمية بشأن فرار الإرهابيين من شباك السجن الحديدي كونه يعتبر صغيرا ولا يمكن المرور منه دون التفطن اليهم في ظل اليقظة الأمنية في السجون.
وكان الخبير الأمني علي الزّرمديني اكد في تصريحات سابقة إن "سجن المرناقية من أكبر السّجون التونسية وله أهمّية إستراتيجيّة وأمنية بما أنه يضم أخطر المجرمين والإرهابيين"، مضيفا أنه "محصن تحصينا كبيرا".
واستبعد أن تكون عملية فرار المساجين الخمسة "دون تواطؤ أطراف من داخل السجن وخارجه"، قائلا إنه "مهما كانت حيلة المجرمين فمن غير الممكن أن تتم العملية بهذا الحجم وبهذه الكيفية وفي وقت متزامن".
وتثير قضايا تهريب المساجين جدلا واسعا في تونس حيث تم التحقيق مع المحامي الشهير البشير الفرشيشي قبل اهر بعد ضبط مفتاح اصفاد وشيفرات حلاقة في حقيبته خلال زيارته لاحد منوبيه في سجن المرناقية.
وأشارت العديد من النقابات الأمنية في العشرية الماضية لعمليات اختراق واسعة للسجون من قبل التيارات الدينية.