كاتبة تونسية تسير على درب طه حسين
من رحم المعاناة قد تولد الموهبة، هذا هو حال الكاتبة والروائية التونسية الكفيفة ميساء بن ميم، التي قهرت معاناتها مع العمى، لتصبح في عمر الـ 18 أصغر كاتبة عربية تحصل على جوائز عربية ودولية عن مجمل كتاباتها التي فاقت 15 كتاباً، فأصبحت تلقب بأيقونة الأدب التونسي وملكة الإبداع وسفيرة الأمل والسلام في العالم.
هذه الشابة التي تدرس بمعهد الكفيف بمدينة سوسة الساحلية، ظهرت موهبتها منذ الصغر في مجال الأدب والكتابة والشعر والتمكن من اللغة العربية، فتوجت سنة 2015 وهي لا تزال في سن السابعة، بجائزة المركز الثاني في المسابقة الوطنية للقصة (الأديب الصغير)، عن قصتها (علاء يغرس شجرة) بطريقة "برايل"، لتتوالى بعدها الجوائز المحلية والعالمية لأعمالها الأدبية.
وترجع ميساء الفضل بعد الله عز وجل، في بروزها إلى جدتها التي كانت تحكي لها في صغرها الحكايات الشعبية والقصص والأساطير وتغني لها أهازيج الفرح من الموروث الشعبي التونسي، مع حفظ آيات وسور من القرآن الكريم، مما أسهم على حد قولها، في إثراء حسها اللغوي والأدبي.. وتتابع: من بعد جدتي استلم خالي عثمان المهمة، ولكن بشكل متطور، بتحميل الروايات والقصص الصوتية من اليوتيوب، "مما جعلني أكتشف هذا العالم وأغوص في أسراره وأتخيل كل ما يقرأ لي وكل ما أسمعه".
وتعتز ميساء بالهدية الثمينة التي قدمتها لها الملحقية الثقافية التابعة لسفارة المملكة لدى تونس، تقديراً لمسيرتها الأدبية، وتتمثل في أجزاء من القرآن الكريم بتقنية "برايل".
وحول بداياتها الأدبية تقول الأديبة الشابة: بدأت أكتب في سن مبكرة جداً، وأول كتاب أصدرته كنت بعمر ما بين 8-7 سنوات، بعنوان "علاء يغرس شجرة" وشاركت به حينها في مسابقة الأدباء الصغار وفزت بالمرتبة الثانية وطنياً.
وعن الأعمال الأدبية التي تأثرت بها.. تشير ميساء إلى إعجابها الكبير بكتابات الأديب طه حسين وتحلم بأن تبلغ مرتبة عالية في الأدب أسوة به، "شدتني كثيراً فصاحته وأعتقد أنني أشبهه في عدة جوانب منها النشأة الريفية والإعاقة البصرية".
كما تبدي ميساء إعجابها بكتابات الكاتبة السعودية منى المرشود، مشيرة إلى أنها قرأت لها رواية "أنت لي"، مما جعلها تنتظر كل إصداراتها، "لفتني أسلوبها وكيف تتكلم عن مشاعر الحب بأبهى صورة دون إثارة".. وعموماً ليس لدي كاتب مفضل بعينه، فكلما أتيحت لي فرصة للعثور على كتاب مسجل، لا أتردد في الاستماع له والاستفادة منه دون النظر إلى هوية الكاتب أو جنسيته.
وحول حلمها الأهم تقول: أسعى قدر المستطاع لتغيير الصورة النمطية التي يحملها الكثير من الناس عن أصحاب الهمم، وتقديم صورة جديدة عنهم، تثبت أنهم قادرون على الدفع بمجتمعاتهم نحو الأفضل.