اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

جربة التونسية.. جزيرة المساجد العتيقة

جزيرة جربة التونسية
جزيرة جربة التونسية

تشتهر جزيرة جربة التونسية، تلك الجوهرة المتوسطية، بكثرة مساجدها التي تُقدر بأكثر من 360 مسجدًا، ممّا جعلها تُلقب بـ "جزيرة المساجد". وتنتشر هذه المساجد في جميع أنحاء الجزيرة، لتُضفي عليها طابعًا إسلاميًا فريدًا، وتُشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخها وثقافتها العريقة.
وتتنوع مساجد جربة في طرزها المعمارية، من المساجد ذات القباب البيضاء المميزة، إلى المساجد تحت الأرض، والتي تُعدّ من أشهر معالم الجزيرة. وتُعدّ هذه المساجد شاهدةً على الحضارة الإسلامية العريقة التي تعرّضت لها جربة عبر العصور، ممّا جعلها وجهةً سياحيةً مُميزةً لمحبي التراث الإسلامي.
أشهر مساجد جربة


الجامع الكبير
يقع في الحشّان شمال الجزيرة، وهو أقدم وأعرق مساجد جربة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن العاشر الميلادي.

مسجد بن عيسي

يقع في حومة السوق أيضًا، ويُعدّ من أهمّ المساجد في الجزيرة، كما يوجد العديد من المساجد تحت الأرض، حيث تُعدّ من أشهر معالم جربة، وتتميز بتصميمها الفريد الذي يجعلها مُقاومةً للغارات.

جامع الوطا بسدويكش
يقع على بعد 20 كيلومترا عن وسط مدينة جربة من الشرق، وهو عبارة عن غرفة كبيرة محفورة في الأرض مسقفة بقبتين، ومحاطة بمزارع الزيتون.

يتم النزول إلى المسجد عبر درج بعمق ثلاثة أمتار، وما يميزه أن به محرابين، وأرجع البعض ذك إلى أن المسجد كان يجمع علماء الجزيرة ووجهاءها من المذهبين المالكي والإباضي أيام الاستعمار الفرنسي للتباحث حول خطط المقاومة، لأن الجزيرة كانت مركزا رئيسيا في مواجهة الاستعمار الفرنسي في الجنوب.

وعندما كان يحين وقت الصلاة كانت كل مجموعة تصلي وحدها بمحرابها الخاص، وهو مظهر من مظاهر التعايش الذي يميز جربة منذ مئات السنين، إضافة إلى تشاورهم حول المشاغل العامة للناس وكيفية إبرام الاتفاقات وتوفير الحاجيات الأساسية لهم.

جامع البرداوي
هو الأكبر من حيث الشكل والمساحة، فيقع قرب مدينة حومة السوق، وسمي كذلك لأن من بناه هي عائلة عُرفت بذلك اللقب، ومعروف في جربة قديما أن بعض العائلات تبني مساجد خاصة بها وتسمى بأسمائها.

ويقع المسجد على بضعة أمتار تحت الأرض ومحفور في "ظَهرة" لا تجعله ظاهرا إلا من مسافات قريبة (الظهرة هي الأرض المرتفعة بـ5 إلى 10 أمتار كحد أقصى) ومحاط بأشجار النخيل.

يتميز المسجد بأنه كثير الأعمدة وعلى شكل معماري يجعل كل المصلين يشاهدون محراب الإمام أينما جلسوا، ورغم عمقه ووجود باب واحد له، فإن الإضاءة فيه كافية.

تُعدّ جربة وجهةً سياحيةً مُميزةً لمحبي التراث الإسلامي، حيث يمكنهم زيارة مساجدها العتيقة والتعرف على تاريخها وثقافتها. كما تُتيح الجزيرة للزائرين الاستمتاع بشواطئها الجميلة ومعالمها السياحية الأخرى.

وقد دخل الإسلام إلى جزيرة جربة سنة 47 هجرية على يد الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري.

تقع جِرْبَة جنوب شرقي تونس في خليج قابس وتتبع ولاية مدنين، وتبعد نحو 150 كيلومترا عن الحدود مع ليبيا، و500 كيلومتر جنوب العاصمة تونس، وتبلغ مساحتها قرابة 500 كيلومتر مربع، ويبلغ طول شريطها الساحلي نحو 125 كيلومترا.

شكلها أقرب عموما إلى المربّع، حيث يبلغ أقصى الامتداد بين الشمال والجنوب قرابة 29,5 كيلومترا، ويبلغ أقصى امتداد لها من الشرق إلى الغرب 29 كيلومترا، ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى 53 مترا، وتتميز الجزيرة بأنها منبسطة الأرض خالية من المرتفعات، وتربتها رملية.

بعد الثورة التونسية في يناير 2011 طالب بعض مواطني الجزيرة بانفصالهم عن ولاية مدنين، وأن تصبح الجزيرة هي الولاية التونسية الـ25، وهو أمر لم يلق صدى لدى المسؤولين التونسيين.

وللجزيرة منفذان: الأول من جهة منطقة آجيم عبر العبّارات القادمة من الجرف، والثاني عبر "الطريق الرومانية" من جهة جرجيس، وهي الجهة الشرقية للجزيرة.

عدد سكانها يقترب من 160 ألف نسمة، يبلغ عدد زوارها نحو مليونين سنويا.

وسكان الجزيرة مزيج من كل مناطق البلاد، كما أن قرابة 40% ليسوا من السكان الأصليين للجزيرة.

وقد تعاقبت على الجزيرة كغيرها من مناطق شمال أفريقيا ثقافات وحضارات مختلفة، وتوافدت عليها جنسيات كثيرة، مما ساهم في تنوع تركيبتها السكانية.

تضم الجزيرة عددا كبيرا من المعالم التاريخية والأثرية التي تدل على عمق التعايش الاجتماعي والتلاقي الثقافي وحوار الأديان، وتتميز باحتوائها على أقدم كنيس يهودي في أفريقيا، إضافة إلى 366 مسجدا معظمها يتميز بالبساطة وصغر المساحة، ومن أبرز هذه المعالم:

كنيس الغَريبة
وهو الكنيس اليهودي الأكبر والأقدم في أفريقيا، يعود تاريخه إلى قرابة 2500 عام، ويحتوي على واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم، يزوره يهود من أنحاء العالم كل عام لأداء طقوس "زيارة الغريبة"، أو ما يعرف بـ"حج اليهود".

ويبدأ موسم الحج العالمي لليهود إلى جربة في مايو من كل عام، في اليوم الـ33 من عيد الفصح اليهودي، وعلى مدى يومين يؤدي اليهود طقوس حجهم، ومن أبرزها "الخرجة بالمنارة"، وهي خروج جماعي لليهود من المعبد حيث يدفعون عربة فوقها منارة (مصباح تقليدي كبير) مزيّنة ويطوفون في الحيّ المجاور له، ويقرأون كتبهم المقدسة، ويرفعون الأهازيج والأناشيد، إضافة إلى عادات أخرى من بينها إقامة احتفالات بالموسيقى التونسية التقليدية تجمع أثناءها التبرّعات للمعبد.

المدينة القديمة
وهي مدينة حومة السوق الساحلية، عاصمة الجزيرة، وتتميز بتنوع تراثها الثقافي والحضاري، وبانتشار وتعدد الساحات المليئة بالزهور ومحلات بيع المشغولات اليدوية المحلية التراثية.

متحف الفنون والتقاليد الشعبية
يقع في زاوية قديمة يرجع تاريخها إلى القرن الـ18، ويعد واحدا من أفضل وأجمل المعالم السياحية بالجزيرة. يضم مجموعة رائعة من الأزياء والمجوهرات والفخار، ويستقبل زواره يوميا ما عدا يوم الجمعة.

بلدة قلالة
بلدة صغيرة تقع جنوب الجزيرة، تشتهر بصناعة الفخار منذ زمن الرومان، تتميز بطبيعتها الرائعة، وتتضمن عددا كبيرا من حقول الزيتون، كما تضم متحفا خاصا بتاريخ الجزيرة، ويعرض أيضا كيفية عمل الصناعات والحرف اليدوية، إلى جانب المراسم والتقاليد الخاصة بالزواج في جربة.

البرج الكبير
يعود تاريخه إلى القرن الـ13، ويعد واحدا من أفضل المعالم السياحية بالجزيرة، ويمكن لزواره الاستمتاع بإطلالات رائعة على الخليج، وللحفاظ عليه تم ترميمه على نطاق واسع منذ ستينيات القرن العشرين.

متحف للا الحضرية
متحف مخصص للتراث الثقافي والفن الإسلامي، ويضم أكثر من 1000 قطعة معروضة، كما يضم العديد من الأزياء التقليدية والتراثية التي يرجع تاريخها إلى القرنين الثامن والتاسع الميلادي.


أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في 18 سبتمبر 2023 على قائمة مواقع التراث العالمي، في خطوة أشاد بها التونسيون، وتم اتخاذ هذا القرار خلال اجتماعات الدورة الـ45 للمنظمة والتي استضافتها العاصمة السعودية (الرياض) في 10 سبتمبر 2023.

وانضمت الجزيرة إلى قائمة 8 مواقع تونسية تم تصنيفها تراثا عالميا، وهي: الموقع الأثري بقرطاج، المدرج الأثري الروماني بالجم، مدينة تونس العتيقة، مدينة كركوان البونية الأثرية، مدينة القيروان التاريخية، مدينة سوسة العتيقة، موقع "محمية إشكل" الطبيعية، موقع دقة الأثري الذي يمثل أفضل مدينة رومانية محفوظة في شمال أفريقيا).