انقسام في إيران بشأن قصف إسرائيل.. رصد مواقف بزشكيان وخامنئي والحرس الثوري ؟
كشفت صحيفة التليجراف البريطانية في تقرير لها اليوم الجمعة عن وجود خلافات في إيران بين الرئيس مسعود بزشكيان والمرشد علي خامنئي والحرس الثوري، بشأن الرد على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، نهاية يوليو الماضي.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان يواجه تحديات كبيرة أثناء محاولته تجنب حرب شاملة مع إسرائيل وسط انقسامات داخلية داخل الهياكل السياسية والعسكرية في إيران.
وأضافت التليجراف أن الرئيس الإيراني الجديد يقاتل ضد الحرس الثوري المتشدد في محاولة لمنع حرب شاملة مع إسرائيل.
وكان اغتيال إسماعيل هنية، أحد كبار قادة حماس، في طهران، سبباً في تفاقم هذه الانقسامات، وتسليط الضوء على التناقض الصارخ بين نهج بيزيشكيان الأكثر اعتدالاً والموقف المتشدد للحرس الثوري الإيراني.
ووفقا لما نشرته تليجراف، دعا الحرس الثوري الإيراني إلى رد عسكري مباشر على إسرائيل، باستهداف المدن الرئيسية مثل تل أبيب ويهدف نهجهم إلى ضرب القواعد العسكرية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وقالت الصحيفة أن هذا الموقف العدواني يعكس توتراً أوسع نطاقاً داخل إيران، حيث يسعى الحرس الثوري الإيراني إلى تأكيد نفوذه والانتقام مما يعتبره استفزازات إسرائيلية.
في المقابل، يدعو الرئيس بيزشكيان، الذي تم انتخابه على أساس برنامج الاعتدال والدبلوماسية، إلى استهداف المصالح الإسرائيلية الأقل مباشرة، مثل القواعد السرية في الدول المجاورة. ويتوافق هذا النهج مع هدفه الأوسع المتمثل في تهدئة التوترات ومنع نشوب حرب واسعة النطاق. وتشمل استراتيجية بيزشكيان استهداف "قواعد التجسس" الإسرائيلية في مناطق مثل كردستان العراق، وهو تكتيك استخدمته إيران في الماضي.
يزداد الصراع الداخلي على السلطة تعقيدا بسبب محاولات الحرس الثوري الإيراني لتقويض بيزشكيان. ووفقاً لمساعدين مقربين من الرئيس، فإن التكتيكات العدوانية التي يتبعها الحرس الثوري الإيراني تهدف جزئياً إلى تقليص سلطة بيزشكيان ودفع إيران نحو موقف أكثر تصادمياً مع إسرائيل. وتوصف تصرفات الحرس الثوري الإيراني بأنها محاولات لاستغلال الخرق الأمني الذي خلفه اغتيال هنية لتشويه سمعة الرئيس الجديد.
يقال إن بيزشكيان، الذي هزم مرشح الحرس الثوري الإيراني في الانتخابات الأخيرة، يشعر بالقلق إزاء العواقب الأوسع نطاقا للمواجهة المباشرة مع إسرائيل. وتواجه إدارته ضغوطاً هائلة من المتشددين المحليين والجهات الفاعلة الدولية، مما يعكس انقساماً عميقاً في النهج الذي تتبعه إيران في التعامل مع الصراع المستمر.
القرار النهائي بشأن الرد الإيراني يقع على عاتق آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى، الذي يشكل موقعه محوريا في تشكيل السياسة الخارجية الإيرانية. وهدد خامنئي بـ”عقاب شديد” لإسرائيل ردا على الاغتيال. وتؤكد تصريحاته المخاطر الكبيرة واحتمالات التصعيد في المنطقة.