إسرائيل على صفيح ساخن.. 3 أزمات تضرب تل أبيب
تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة تتعلق بخلافات حول استعادة المختطفين الإسرائيليين من قطاع غزة، حيث يختلف المسؤولون بشأن الخيارات المتاحة والسبل التي يجب اتباعها. ففي الوقت الذي يُصر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن استعادة المختطفين تتطلب استمرار الضغط العسكري على حماس، يفضل وزير الدفاع يوآف غالانت تبني نهج تفاوضي قد يتطلب تقديم تنازلات.
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد عن تحديد هويات الرهائن الستة الذين عثر عليهم في نفق تحت الأرض في جنوب قطاع غزة، بينما تعهد نتنياهو بجعل حماس تدفع الثمن بعد انتشال جثث هؤلاء الرهائن. وطلب غالانت من مجلس الوزراء السياسي والأمني التراجع عن قراره الأخير بشأن السيطرة على محور فيلادلفيا، الذي يعتبره استراتيجياً لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس.
تجدر الإشارة إلى أن محور فيلادلفيا، الذي أنشأه الجيش الإسرائيلي خلال احتلاله لقطاع غزة بين عامي 1967 و2005، يعد نقطة شائكة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس. وتطالب حماس ومصر بانسحاب القوات الإسرائيلية من هذا المحور، بينما يصر نتنياهو على بقائها.
تداعيات الخلافات على المفاوضات والصفقة
تتفاقم الخلافات بين نتنياهو وغالانت، حيث يرى نتنياهو أن السيطرة على محور فيلادلفيا أساسية لأمن إسرائيل، بينما يعتقد غالانت أن الأولوية يجب أن تكون لإعادة المختطفين، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات.
المحللون السياسيون الإسرائيليون يشيرون إلى أن هذه الخلافات قد تؤدي إلى تأخير التوصل إلى صفقة مع حماس، أو حتى إلى إقالة غالانت كما حدث في مارس 2023. الخلافات تعكس أيضاً الصراع بين قوى اليمين المتطرف التي تشكل جزءاً من الائتلاف الحاكم والتي قد تعارض أي تسوية مع حماس.
ويعتبر المحللون أن الضغط الدولي والمحلي على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن يتزايد، وأن رفضه تقديم تنازلات قد يؤدي إلى استمرار المعاناة وعدم الوصول إلى تسوية ناجحة.
الجدير بالذكر أن الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف حوالي 250 آخرين، مما دفع إسرائيل إلى تنفيذ حملة عسكرية مكثفة على قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لما أعلنه القطاع الصحي في غزة.