اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

في ذكرى وفاته.. «الأزهر للفتوى» يكشف أبرز المحطات في حياة الشيخ عبدالحليم محمود

الشيخ عبد الحليم محمود
الشيخ عبد الحليم محمود


احيا مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بذكرى وفاة الدكتور عبدالحليم محمود، الشيخ السادس والأربعين للأزهر الشريف، والتي تصادف اليوم 17 أكتوبر، وذلك عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.


مولد الشيخ عبدالحليم محمود ونشأته

ولد الشيخ عبدالحليم محمود بعزبة أبو أحمد قرية السلام، مركز بلبيس بمحافظة الشرقية في الثاني من جمادى الأولى لعام: 1328هـ، الموافق للثاني عشر من مايو لعام: 1910م، لأسرةٍ كريمةٍ مُحبّةٍ للعلم والأزهر الشريف، ولوالدٍ رأى في ابنه امتدادًا لأملِه ورسالته.

حفظ الشيخ عبدالحليم محمود، القرآنَ والتحق بالأزهر الشريف، عام: 1923م، وحصل على الشهادة الثانوية في عام واحد؛ حيث كان النظامُ وقتئذٍ يسمح أن تُختصرَ المرحلة الثانوية في عام واحد، إذا كانت علوم الطالب ومعارفه تتخطى حدودَ المقرّرات في هذه المرحلة.

مسيرة الشيخ عبدالحليم محمود العلمية والعملية

•حصل الشيخ عبدالحليم محمود على شهادة العالِمية سنة 1351هـ/ 1932م.

‏ سافر الدكتور عبدالحليم محمود، إلى فرنسا على نفقته الخاصة؛ لاستكمال دراساته العليا، حتى حصل على الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية عن الحارث المحاسِبي سنة: 1359هـ / 1940م.

‏ كان الشيخ عبدالحليم محمود، مُتبحرًا في كثيرٍ من العلوم والفنون؛ مما أهَّله لتولّي العديد من المناصب بعد أن كان مُدرّسًا لعلمِ النفس بكلية اللغة العربية، منها:

ثم تم تعيينه أستاذًا للفلسفة بكلية أصول الدين سنة:1951م، ثم عميدا لكلية أصول الدين سنة: 1384هـ / 1964م.
وتم توليته الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية، ثم وكالة الأزهر الشريف 1970م، ثم وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، ثم مشيخة الأزهر الشريف 1973م.

جهود الشيخ عبدالحليم محمود الدعوية

كان الإمام عبدالحليم محمود ذا رؤيةٍ إداريةٍ واضحة، وفنِّ قيادة، وقرارٍ إصلاحيّ واعٍ في جميع المواقع التي أدارها، ونلمح ذلك في الآتي:

اهتم الإمامُ عبدالحليم محمود خلال تولّيه وزارةَ الأوقاف بترميم وتجديد المساجد العتيقة والأثرية، كمسجد الصحابيّ الجليل سيدِنا عمرو بن العاص رضي الله عنه، وكلّف الشيخَ محمدَ الغزالي بالخطابة فيه، كما ضم عددًا من المساجد الأهلية إليها.

استرد الإمامُ عبدالحليم محمود أملاك الوزارة وأوقافَها من هيئة الإصلاح الزراعي، وأسند إدارتَها لهيئة الأوقاف التي أنشأها داخل الوزارة.

•قدم الإمام عبدالحليم محمود خدماتٍ دعويةً جليلةً أثناء توليه مجمعَ البحوث الإسلامية، أهمها: وضعُ الهيكل التنظيمي والإداري الحديث لمجمع البحوث، وتخصيصُه المقرَّ الحالي للمجمع بمدينة نصر.

وعمل الدكتور عبدالحليم محمود على تطوير مكتبة الأزهر وإمدادِها بالكتب والمؤلفات، وتوسّع في إنشاء المعاهد الأزهرية بمراحلها المختلفة، في أنحاء الجمهورية.

تصنيفات الشيخ عبدالحليم محمود ومؤلفاته

كان الشيخ صاحبَ علمٍ واسع، ونظرٍ ثاقبٍ، وفكرٍ مستنير، وقلمٍ رشيق، ولِما عُرف به من علمٍ وزهدٍ وتصوفٍ؛ لُقِّب بغزاليِّ القرنِ العشرين.

ومن أهم كتب الشيخ كتابٌ بيّن فيه منهجَه سمَّاه: «التوحيد الخالص»، أو «الإسلام والعقل» وقال عنه: (...وما فرحتُ بظهور كتابٍ من كتبي مثل فرحي يوم ظهر هذا الكتاب، لأنه من خلاصة تجربتي في حياتي الفكرية).

كما أثرى المكتبةَ الإسلاميةَ بعديدٍ من الكتب والمؤلفات في مجالات متعددة ربت على الستين مؤلفًا، منها ما كتب بالعربية، ومنها ما كتب بالفرنسية، مِن أهمها:

• موقف الإسلام من الفن والعلم والفلسفة.
• التفكير الفلسفي في الإسلام.
• منهج الإصلاح الإسلامي في المجتمع.
• أستاذ السائرين الحارث المحاسبي.
• الإمام الربانيّ الزاهد عبد الله بن المبارك.
• أوروبا والإسلام.
• فتاوى الإمام عبد الحليم محمود.
كما حقّق العديدَ من أمهات الكتب، مثل:
• لطائف المنن لابن عطاء الله السكندري.
• اللمع لأبي نصر السراج الطوسي.
• المنقذ من الضلال لحجة الإسلام الغزالي.
وترجم العديدَ من كتب الفلسفة اليونانية والأخلاق من الفرنسية إلى العربية، مثل:
• الفلسفة اليونانية أصولُها وتطورها لألبير ريفو.
• الأخلاق في الفلسفة الحديثة لأندريه كريسون.
الشيخ وقضايا الأمة

من يتأملْ سيرةَ الشيخ عبدالحليم محمود رحمه الله يظهرْ له جليًّا عظيمُ بذلِه في خدمة الدعوة إلى الله في مصر وخارجها، وبيانُه الإسلامَ وأحكامَه وتعاليمَه في صورته السمحة الحكيمة خلال زيارته لدول العالم شرقا وغربا، ومتابعتُه لكل ما يدور على ساحة عصره من قضايا تخصّ المسلمين في كل مكان، وإعلانُه المواقفَ الواضحةَ حيالها، بما يدعم استقرارَهم وسلامهم وإنصافَهم وحريتهم.

ولا يخفى دوره العظيم في فترة انتصار حرب أكتوبر المجيد وما بذله هو وزملاؤه من العلماء والدعاة في وعظ جنود النصر على الجبهة بإلقاء الدروس والخطب بما يرفع همتهم وروحهم المعنوية، إضافة إلى توحيد الجبهة الداخلية، وصف الشعب خلف قواته المسلحة في هذا الظرف الوطني الفارق.

وفاة الشيخ عبدالحليم محمود

بعد حياة زاخرةٍ بالعطاء والإصلاح في كل ميدان، وخدمةِ قضايا الإسلام في كل مجال؛ ختم الشيخُ حياتَه بزيارةٍ للأراضي المقدسة.

وفي صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 15 ذو القعدة 1397 هـ / 27 أكتوبر 1977م، عقب عمليةٍ جراحيةٍ أجراها؛ فاضت روح الشيخ إلى بارئها.

موضوعات متعلقة