بعد مقتل السنوار.. تحول دراماتيكي في استراتيجيات حماس وإيران ضد إسرائيل
أشارت صحيفة "المونيتور" في تقريرها إلى أن مقتل زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الديناميكيات الاستراتيجية لكل من الحركة وإيران. إذ يُعتبر هذا الحدث بمثابة ضربة مؤلمة لـ "حماس" ولإيران أيضًا، نظرًا للدور المركزي الذي لعبه السنوار في التنسيق بين سياسات الحركة والمصالح الإيرانية.
ردود الفعل الإيرانية
بعد تأكيد إسرائيل مقتل السنوار، أظهرت السلطات الإيرانية استنكارًا شديدًا، مُعلنةً أنه بطل شهيد. ورفعت إيران من معنوياتها بالإشارة إلى أن المعركة ضد إسرائيل ستستمر بقوة أكبر. في هذا السياق، صرح الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان بأن "النضال من أجل تحرير الأراضي المحتلة هو نضال نبيل ولا يمكن إيقافه باغتيال الأبطال".
إعادة ترتيب القيادة داخل "حماس"
مقتل السنوار جاء في إطار سلسلة من العمليات التي استهدفت قادة ومؤثرين في الجماعات المدعومة من إيران، ومن بينهم حسن نصر الله، زعيم ميليشيا "حزب الله" اللبناني. وعلى الرغم من أن المسار الذي ستتبعه "حماس" بعد وفاة السنوار لا يزال غير واضح، فإنه من المحتمل أن يؤدي إلى إعادة ترتيب القيادة داخل الحركة. قد يُسمح بظهور شخصيات جديدة تسعى إلى تحقيق مصالح الحركة، مع إمكانية انفتاح على إجراء مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار.
سياسة إيران وتوجهاتها المستقبلية
ومع ذلك، من المتوقع أن تتعارض هذه النتائج مع السياسة العامة لإيران، التي تشجع "حماس" على خوض حرب ضارية ضد إسرائيل. يُشير التقرير إلى أن إيران قد تسعى لتعزيز الأصوات المتشددة داخل "حماس" لضمان متابعة الحركة لسياساتها بشكل آمن، مما يعكس التوجه الإيراني لاستمرار الضغط على إسرائيل.
تجديد الصراع ودعم الوكلاء
إيران تخطط أيضًا لاتباع نهج أكثر عدوانية مع "حماس"، لرفع الروح المعنوية بين وكلائها في المنطقة. تُظهر التحليلات أن مقتل السنوار يجب أن يُعتبر دافعًا لتجديد الصراع، حيث يتوقع أن تسعى إيران لتعزيز موقفها في مواجهة إسرائيل، سواء من خلال "حماس" أو عبر وكلاء آخرين.
تحديات جديدة تواجه إيران
مع تزايد التوترات في المنطقة، تواجه إيران تحديات جديدة، خاصة فيما يتعلق بالاستجابة لمواجهة مباشرة مع إسرائيل. تظل طهران العدو الأول بالنسبة لتل أبيب، التي تواصل التحذير من الرد على أي تهديدات، بما في ذلك الصواريخ الإيرانية. في ظل هذه الظروف، تنخرط إيران في دبلوماسية نشطة، ولكنها ليست بالضرورة لغاية إنهاء الصراع، بل قد تهدف إلى شن الحروب على إسرائيل وفق شروطها الخاصة، مستغلةً وكلاءها الإقليميين.