مجزرة بيت لاهيا.. صرخة غزة في وجه الإبادة الإسرائيلية
استشهد 73 فلسطينياً وأصيب العشرات في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، الذي يعاني من حصار خانق يهدد حياة مئات الآلاف من السكان.
تأتي هذه المجزرة بعد أقل من 24 ساعة على استشهاد 33 فلسطينياً، بينهم 21 امرأة، في قصف جوي على مخيم جباليا. هذا التصعيد يأتي في اليوم الخامس عشر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث يتم قطع الاتصالات والإنترنت عن المنطقة، مما يفرض تعتيماً على الأحداث الجارية.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن الاحتلال استهدف بحزام ناري منطقة سكنية في مشروع بيت لاهيا، مما أسفر عن هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى. وأكد أن الاحتلال يتعمد تدمير المنازل والبنية التحتية بهدف تهجير السكان.
وفيما يتعلق بمخيم جباليا، أفاد بصل بأن الاحتلال أعلن المنطقة "عسكرية" ويستهدف كل من يتحرك فيها، بما في ذلك فرق الإسعاف، محذراً من أن من يحاول تأمين الغذاء يتعرض للخطر.
من جهته، قال إسماعيل الثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن مجزرة بيت لاهيا تندرج ضمن مخطط التهجير الذي تنفذه قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن السجل منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر يشمل أكثر من 3 آلاف مجزرة و17 ألف طفل و11 ألف امرأة بين الضحايا.
كما أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الصمت العربي والعجز الدولي قد شجعا الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم. ودعت حماس الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات فعالة لوقف "المحرقة" التي يتعرض لها الفلسطينيون.
فتح تحمل الاحتلال مسؤولية مجزرة بيت لاهيا: دعوة للتضامن الدولي ضد الإبادة
حمّلت حركة "فتح" الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن المجزرة الدموية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشارت الحركة في بيان لها اليوم الأحد، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إلى أن جريمة الاحتلال، التي استهدفت الأطفال والنساء، تُعتبر جزءاً من مسلسل إجرامي مستمر لتهجير الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال، وخاصةً في ظل العدوان الغاشم على قطاع غزة. وأكدت أن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة منظمة تقودها حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بدافع من الإجرام والحقد.
وطالبت الحركة المجتمع الدولي بالوقوف أمام الحرب الإسرائيلية الممنهجة التي بدأت منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي تنتهك كافة المعايير الإنسانية والقانونية. كما دعت دول العالم الحر وكافة المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية إلى دعم الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفه.
في سياق متصل، واصلت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على مناطق مختلفة من قطاع غزة، حيث استهدفت خيمة تأوي نازحين في دير البلح، ما أدى إلى إصابة خمسة فلسطينيين، بالإضافة إلى غارات استهدفت منازل في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
منذ السابع من أكتوبر، أسفرت الحرب الإسرائيلية عن أكثر من 142 ألف شهيد وجريح، بينهم معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة.