فشل قمة السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا.. تعثر المحادثات يفاقم الأزمة في شرق الكونغو
تم إلغاء القمة المرتقبة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، التي كان من المقرر عقدها الأحد 15 ديسمبر 2024، بشكل مفاجئ بعد فشل المحادثات الرامية لإنهاء النزاع في شرق الكونغو، ما أحبط الآمال بالتوصل إلى اتفاق سلام في المنطقة التي تشهد قتالًا مستمرًا منذ أكثر من 30 عامًا.
تعثر المحادثات بسبب حركة إم 23
أكد مسؤولون أن المحادثات تعثرت بسبب طلب رواندا من الكونغو الديمقراطية فتح حوار مباشر مع حركة إم 23، وهي حركة متمردة مدعومة من رواندا التي استولت على مساحات واسعة من أراضي شرق الكونغو منذ عام 2021. وقد أسفرت هذه الأعمال عن أزمة إنسانية كبيرة ونزوح الآلاف من المدنيين.
وكانت هناك آمال كبيرة بأن يوقع الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي اتفاق سلام في قمة كان من المقرر أن تستضيفها أنغولا، بوساطة من الرئيس الأنغولي جواو لورنسو، الذي تم تعيينه من قبل الاتحاد الأفريقي للتوسط في النزاع بين البلدين الجارين.
رفض الكونغو الديمقراطية الحوار مع إم 23
بعد تعثر المحادثات في وقت متأخر من يوم الأحد، قرر الرئيس الرواندي كاغامي عدم السفر إلى لواندا لحضور القمة. وقال وزير الخارجية الرواندي، أوليفييه ندوهونغيريه، إن وفد بلاده فهم خلال المفاوضات المبدئية أن الكونغو الديمقراطية ستوافق على إجراء محادثات مع حركة إم 23، إلا أن الوفد الكونغولي رفض بشدة هذا الاقتراح، معتبرًا الحركة "منظمة إرهابية".
وأضاف ندوهونغيريه أن رفض الكونغو الديمقراطية هذا الاقتراح أدى إلى انهيار المحادثات صباح الأحد.
تصعيد القتال في شرق الكونغو الديمقراطية
وفي وقت لاحق من يوم الأحد، وردت أنباء عن اندلاع معارك جديدة في المنطقة. وتستمر أعمال العنف رغم الإعلان عن العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار في الماضي، والتي تم انتهاكها جميعًا. ويعاني شرق الكونغو الديمقراطية، الغني بالموارد المعدنية، من أعمال عنف مستمرة، سواء من جماعات مسلحة محلية أو عبر الحدود، منذ ثلاثة عقود.
التوترات بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
تستمر كينشاسا في وصف متمردي حركة إم 23 بـ "أعداء الجمهورية"، مؤكدة أنها لن تتفاوض سوى مع رواندا، التي تدعم الحركة. وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الرواندي وحركة إم 23 يحاصران مدينة غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو، التي يقطنها أكثر من مليون شخص ويعيش فيها نحو مليون نازح في مخيمات.
وفي تصريحات سابقة له، قال الرئيس الكونغولي تشيسيكيدي في البرلمان: "لا تزال بلادنا تواجه تمردات مستمرة، بما في ذلك العدوان من قبل الجيش الرواندي وإرهابيي حركة 23 مارس".