حرب الكلمات.. صراع النفوذ بين الكونغو ورواندا وسط أزمات النزوح والتفاوض
اتهمت جمهورية الكونغو الديمقراطية جارتها رواندا بعرقلة المفاوضات الجارية لحل الصراع الذي تشهده شرق الكونغو، حيث أدى النزاع إلى نزوح أكثر من 1.7 مليون شخص. جاءت هذه التصريحات على لسان وزيرة الخارجية الكونغولية تيريز كايكوامبا فاجنر خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقالت فاجنر إن رواندا قد أعاقت تقدم المحادثات، متهمة إياها بتقديم وعود فارغة بشأن انسحاب قواتها. وأوضحت أن الكونغو وضعت خطة خاصة بها ضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أغسطس، إلا أن رواندا جعلت انسحابها مشروطًا بتعامل الكونغو أولاً مع القوات الديمقراطية لتحرير رواندا.
وأكدت الوزيرة أن هذه العملية يجب أن تسير جنبًا إلى جنب، مشيرةً إلى أن هناك نقاط خلاف أخرى، تتعلق برفض رواندا لأي إشارة إلى مسؤوليتها عن الصراع، وكذلك إصرار الكونغو على ضرورة وجود آلية للعدالة الإقليمية.
تجري المحادثات في العاصمة الأنجولية لواندا كجزء من مبادرة تهدف إلى تهدئة التوترات بين الدولتين. وأعلن ممثل أنجولي أن اجتماعًا وزاريًا سيعقد في لواندا خلال اليومين المقبلين.
حركة "إم 23"، التي يقودها التوتسي، قد شنت تمردًا في شرق الكونغو منذ عام 2022. وتتهم الكونغو والأمم المتحدة رواندا بدعم هذه الحركة بالأسلحة والقوات، بينما تنفي رواندا تلك الاتهامات، مشيرةً إلى أنها تتخذ إجراءات دفاعية ضد التهديدات من جماعات متمردة.
في خضم هذه الأزمة، تظل جهود الوساطة مستمرة في محاولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
"ظلال الحرب: تقرير الأمم المتحدة يكشف تجنيد الأطفال وعسكرة الشرق الكونغولي"
في تقرير جديد للأمم المتحدة، استعرض خبراء وباحثون في مجلس الأمن عملية "السيطرة على أراض" التي ينفذها الجيش الرواندي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. حيث يُشير التقرير إلى نشر "ثلاثة إلى أربعة آلاف عسكري" رواندي بجانب متمردي حركة "إم23"، متحدثًا عن معسكرات تدريب تُجند فيها الأطفال بالقوة، و"إطلاق النار بشكل منهجي" على التجمعات السكنية.
يُقدّر الباحثون أن الضباط الروانديين سيطروا "بحكم الواقع" على عمليات حركة "إم23"، التي تُعتبر جماعة متمردة كونغولية مسلحة تدافع عن التوتسي في البلاد. ويتهم الخبراء السلطات الرواندية بانتهاك وحدة الكونغو وسيادتها، معتبرين أنها مسؤولة عن أعمال حركة "إم23" عبر دعمها.
منذ نهاية عام 2021، تقدمت حركة "إم23" مع قوات من الجيش الرواندي في مقاطعة شمال كيفو، ونجحت في هزيمة الجيش الكونغولي وحلفاءه، مُنشئة إدارة موازية في المناطق التي تسيطر عليها. في الوقت الذي تنفي فيه كيغالي علنًا إرسال قواتها للقتال، تزداد الضغوط الدولية عليها من الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي لسحب قواتها من الكونغو.
تتحدث التفاصيل الواردة في التقرير عن "توغلات منهجية" لجنود روانديين، حيث وصل حوالي ألف جندي إلى الكونغو في يناير 2024. كما يُشير التقرير إلى أن عدد الجنود الروانديين قد يتجاوز عدد مقاتلي حركة "إم23" الذين يُقدّر عددهم بحوالى ثلاثة آلاف.
التقرير يُبرز أيضًا قضية تجنيد الأطفال، حيث يُجند أطفال في رواندا تحت إشراف جنود روانديين وعناصر من حركة "إم23". وفقًا للتقرير، تُجند الفئات العمرية من 12 عامًا وما فوق، وتُعدّ هذه الممارسات انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، تُسلط الضوء على الأبعاد المأساوية للنزاع المستمر في المنطقة.