أسباب تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية
تركز إسرائيل بشكل متزايد على الحدود مع لبنان في ظل تصاعد التوترات العسكرية مع حزب الله، خاصة بعد سلسلة من التفجيرات التي استهدفت عناصر الحزب في لبنان. أعلنت إسرائيل، يوم الجمعة، عن قصف نحو مئة هدف تابع لحزب الله، وذلك بعد تهديد أمينه العام بالرد على الهجمات.
منذ اندلاع النزاع في غزة قبل نحو عام، شهدت المنطقة تبادل قصف شبه يومي بين إسرائيل وحزب الله، مما أسفر عن مقتل المئات، معظمهم من مقاتلي الحزب، إلى جانب وقوع إصابات في الجانب الإسرائيلي ونزوح عشرات الآلاف من الطرفين. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على ضرورة تأمين الحدود الشمالية لتمكين السكان من العودة إلى منازلهم بأمان.
وفي هذا السياق، يبرز التحليل بأن الوضع في الشمال قد يظل متوتراً، حيث يتزايد القلق من إمكانية اندلاع حرب شاملة. في الوقت الذي تأمل فيه إسرائيل والولايات المتحدة بأن يسهم وقف إطلاق النار في غزة في تهدئة الأوضاع على الحدود، يبدو أن الفرص لذلك تتضاءل مع تزايد العمليات العسكرية الإسرائيلية.
خبراء أمنيون يرون أن الجيش الإسرائيلي قد يكون أكثر مرونة الآن لنقل قواته إلى الجبهة الشمالية، مما يزيد من احتمال التركيز على مواجهة حزب الله. ويشير البعض إلى أن هناك دعوات داخل الحكومة الإسرائيلية لإبعاد حزب الله عن الحدود، لكن الاستراتيجية الحالية لا تزال غامضة.
بينما تعبر واشنطن عن تفضيلها للحلول الدبلوماسية، يبرز الواقع أن هناك قلة من النفوذ على حزب الله من قبل الأطراف الدولية، مما قد يجعل العملية العسكرية في الجنوب محورية في الأجندة الإسرائيلية. يتوقع الخبراء أن تتركز الأهداف العسكرية الإسرائيلية على إخراج مقاتلي الحزب من المناطق الحدودية، مما قد يعيد إلى الأذهان احتلال إسرائيل لجنوب لبنان بين عامي 1982 و2000.
وفقًا لاستطلاعات الرأي، فإن الجمهور الإسرائيلي يميل بشكل كبير إلى دعم عمل عسكري شامل ضد حزب الله، مما يعكس مخاوفهم المتزايدة من التهديدات على الحدود. ومع ذلك، يبقى التحدي أمام الحكومة الإسرائيلية هو كيفية تنفيذ مثل هذه العمليات في ظل عدم الثقة التي قد تعيق القدرة على اتخاذ خطوات عسكرية جريئة.