بعد تأجيلها وسط الضغوط.. زيارة رئيس وزراء فرنسا لمايوت بين التحديات الإنسانية واختبار الحكومة الجديدة
وسط انتقادات شديدة وضغوط متزايدة، أُجّل رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو زيارته إلى جزيرة مايوت التي تكابد تداعيات إعصار "شيدو" المدمر، ما أثار تساؤلات جديدة حول التزام الحكومة بتقديم الدعم العاجل وتوفير حلول عملية تلبي احتياجات السكان المتضررين. وتعد هذه الزيارة اختباراً أولياً لرئيس الوزراء الجديد في تعامله مع الأزمات الإنسانية.
وكانت الزيارة قد أُعلنت سابقًا أن رئيس الحكومة الفرنسي سيصل إلى مايوت يوم الأحد، إلا أنه قرر تأجيلها إلى يوم الاثنين، مما أثار تساؤلات حول التأخير الذي طال أمده، خاصةً بعد الانتقادات التي واجهها بايرو لغيابه عن الجزيرة بعد تعيينه مباشرة وتفضيله حضور اجتماع في باو بدلًا من زيارة مايوت.
ومن المقرر أن تبدأ رحلة بايرو مساء الأحد إلى مايوت، حيث سيقضي يوم الاثنين على الجزيرة، قبل أن يتوجه في المساء إلى جزيرة لا ريونيون، القاعدة اللوجستية المهمة على بعد 1435 كيلومترًا، حيث سيواصل زيارته يوم الثلاثاء، وفقًا لمحطة "20 مينيت" الفرنسية.
تعتبر هذه الزيارة فرصة حاسمة لمعالجة التحديات الإنسانية المتفاقمة في مايوت، التي لا تزال تعاني من تداعيات الإعصار. بحسب البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، فإن الهدف من الزيارة هو تقديم "حلول ملموسة للسكان المحليين، خصوصًا في مجالات التعليم والصحة والإسكان".
ورغم تصريحات المقربين من بايرو عن استناد الزيارة إلى خبرته كمسؤول محلي لضمان استجابة سريعة وفعالة، فإن الوضع الإنساني في الجزيرة لا يزال مقلقًا للغاية. فقد أرسل أوليفييه فور، زعيم الحزب الاشتراكي، رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الفرنسي، مطالبًا باتخاذ "إجراءات فعلية" لدعم سكان مايوت. وأشار فور إلى أن الحطام لا يزال يتراكم في الجزيرة، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض، في وقت لا يزال فيه توفير المياه والطعام والكهرباء يمثل تحديًا كبيرًا، حيث يعاني نصف السكان من انقطاع الكهرباء.
وأشار فور أيضًا إلى أن عملية إحصاء الضحايا لم تكتمل بعد، حيث تم تسجيل 39 حالة وفاة رسمية وأكثر من 4 آلاف جريح. كما شدد على أن الأوضاع في الأحياء العشوائية المدمرة في شمال غرب الجزيرة تزداد سوءًا، وأن السكان هناك يشعرون بالإهمال ويعتمدون على المساعدات.
ومع استمرار تفاقم الوضع، تزداد المطالبات بتدخل حكومي أكثر سرعة وفعالية للتعامل مع الأزمة الإنسانية في مايوت. قد تمثل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرصة لإعادة بناء الثقة مع السكان المحليين وتقديم الدعم اللازم لمواجهة إحدى أسوأ الكوارث التي شهدتها الجزيرة في تاريخها الحديث.
تجدر الإشارة إلى أن مايوت هي جزيرة فرنسية تقع في المحيط الهندي، وهي جزء من أرخبيل جزر القمر، وتقع في الطرف الشمالي من القناة الفاصلة بين موزمبيق ومدغشقر.