المغرب يرسخ سيادته على الصحراء.. انتصارات دبلوماسية ومشاريع تنموية تقطع الطريق أمام الانفصال
يستمر المغرب في تعزيز مواقفه الدبلوماسية حيال النزاع حول الصحراء المغربية، محققًا اختراقات هامة تزيد من عزلة الأطروحة الانفصالية، ويقترب أكثر من حسم هذا النزاع على الصعيد الدولي. أحد أبرز التطورات الأخيرة كان الاعتراف الفرنسي الصريح بالسيادة المغربية على كامل الأقاليم الجنوبية، ودعم باريس للمقترح المغربي لحل النزاع، والذي يتضمن الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية المغربية.
انعطافة تاريخية في دعم مغربية الصحراء
شهدت السنوات الأخيرة تطورات متسارعة في ملف الصحراء المغربية، حيث انضمت دول عدة إلى دعم الطرح المغربي، من خلال الاعتراف بمغربية الصحراء وفتح قنصليات في مدينتي العيون والداخلة بالصحراء المغربية. حتى أغسطس/آب الماضي، بلغ عدد القنصليات بالصحراء 29 قنصلية، كان آخرها افتتاح قنصلية جمهورية تشاد في الداخلة. كانت جزر القمر أول من افتتح قنصلية في المنطقة عام 2019، فيما كانت الإمارات أول دولة خليجية تفتتح قنصلية بالعيون في 2020. كما تُعد الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا من أبرز الدول التي دعمت بشكل علني مغربية الصحراء.
تأثير الاعتراف الفرنسي
الاعتراف الفرنسي يعتبر تحولًا كبيرًا في مسار النزاع، لا سيما أن فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي ولها حق الفيتو. ووفقًا للخبير في العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني، فإن هذا الدعم قد يشجع دولًا أخرى، خصوصًا الأوروبية، على الانضمام إلى الموقف المغربي. وقال الحسيني: "هذا الاعتراف سيكون له ما بعده بكل تأكيد".
الخطاب الملكي: مرحلة المبادرة
وفي خطابين هامين هذا العام، تناول العاهل المغربي الملك محمد السادس موضوع الصحراء المغربية، مؤكداً أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وأن القضايا العادلة تنتصر دائمًا. وشدد على أن المملكة المغربية انتقلت من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير في تعاملها مع ملف الصحراء، مشيرًا إلى أن هذا التحول يعكس استراتيجية تهدف إلى التغيير على الأصعدة الداخلية والخارجية. كما أكد على أن المغرب سيظل حريصًا على الحفاظ على وحدته الترابية.
رسائل قوية للمجتمع الدولي
في ذكرى المسيرة الخضراء، وجه الملك محمد السادس رسائل قوية إلى الأمم المتحدة والجهات التي تسعى لتأجيج النزاع، مطالبًا الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في معالجة هذا الملف. كما وجه رسائل إلى الدول التي تستغل القضية لتغطية مشكلاتها الداخلية، مؤكدًا أن المغرب لن يتفاوض على وحدته الترابية.
التنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية
منذ عام 2015، أطلق الملك محمد السادس برنامجًا طموحًا لتحفيز التنمية في الأقاليم الجنوبية، وأسفرت هذه الجهود عن العديد من المشاريع الضخمة، أبرزها ميناء الداخلة الأطلسي الذي يُعتبر مركزًا لوجستيًا مهمًا يربط إفريقيا بأوروبا. كما تم تنفيذ العديد من مشاريع الطرق والبنية التحتية لدعم الفلاحة والصيد البحري والطاقات المتجددة.
تستمر المنطقة في جني ثمار هذه المشاريع، مما يعزز التنمية المستدامة ويدعم الاستقرار الاقتصادي في الأقاليم الجنوبية، ويزيد من تأكيد مغربية الصحراء على الأرض.