2024.. عام شهادة وفاة تنظيم الإخوان في المغرب
رغم محاولاته الحثيثة للعودة إلى المشهد السياسي، يبدو أن عام 2024 شكّل نقطة النهاية لتنظيم الإخوان المسلمين في المغرب ممثلاً في حزب "العدالة والتنمية".
الحزب الذي أُقصي من السلطة بعد انتخابات 2021 نتيجة سياساته التي وُصفت بـ"التفقيرية"، فشل مجددًا في تحقيق أي اختراق سياسي يُذكر في الانتخابات الجزئية التي أجريت في سبتمبر الماضي، ما يعكس استمرار انطفاء نجمه وانحسار شعبيته.
انتكاسة جديدة
الانتخابات الجزئية التي شملت 64 دائرة بالمملكة المغربية، جاءت بعد قرارات عزل أو استقالة سياسيين من مناصبهم، واعتُبرت اختبارًا جديدًا لحزب العدالة والتنمية في محاولته استعادة بريقه السياسي.
ورغم حملة مكثفة شنها الحزب على منافسيه، خاصة الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي، ومحاولاته استغلال القضايا الاقتصادية مثل التضخم العالمي وارتفاع الأسعار، إلا أن صناديق الاقتراع جددت خيبة أمله.
في دائرة "المحيط" بالعاصمة الرباط، المعروفة بـ"دائرة الموت" لرمزيتها السياسية، حقق حزب التجمع الوطني للأحرار فوزًا ساحقًا، حيث حصل مرشحه سعد بن مبارك على 48.36% من الأصوات، متفوقًا بفارق كبير على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي حلّ ثانيًا بنسبة 28.06%.
أما حزب العدالة والتنمية، فلم يتمكن من تحقيق أي نتائج تُذكر، ما يُعد هزيمة جديدة تُضاف إلى سجلّ إخفاقاته الانتخابية الأخيرة.
عقاب شعبي مستمر
المراقبون يرون أن هذه النتيجة تعكس استمرار العقاب الشعبي للحزب الإخواني على سياساته خلال فترتي حكمه بين 2011 و2021. ويرى الباحث في العلوم السياسية محمد شقير أن الحزب فشل في تحسين صورته لدى المغاربة رغم عودة عبد الإله ابن كيران إلى قيادته، معتبرًا أن تصريحات ابن كيران الإعلامية تُضعف موقف الحزب وتزيد من شعبية خصومه.
تآكل الشعبية الداخلية
بحسب محللين، لم يعد حزب العدالة والتنمية قادرًا حتى على إقناع قاعدته الشعبية بالتصويت لصالحه، ما يشير إلى تآكل شعبيته داخليًا وخارجيًا.
ويعتبر المراقبون أن هذه الحالة من التراجع تعود إلى قرارات الحزب الاقتصادية والاجتماعية خلال قيادته للحكومة، والتي أضرت بالطبقات المتوسطة والفقيرة، فضلاً عن فقدان المصداقية بسبب ما اعتبروه استغلالًا سياسيًا لأتباعه لتحقيق مصالح ضيقة.
نهاية "مصباح الإخوان"
نتائج انتخابات 2024، وفق الخبراء، تُعد بمثابة شهادة وفاة سياسية لحزب العدالة والتنمية، وترسّخ استمرارية تصدر الأحزاب المنافسة للمشهد، خاصة حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي أكد هيمنته بفضل سياساته التي تلقى قبولاً شعبيًا أكبر.
بهذا، يبدو أن التنظيم الإخواني في المغرب قد وصل إلى نهاية طريقه، مع فشل متكرر في استعادة الثقة الشعبية أو تحقيق أي مكاسب سياسية تُذكر.