ماري لوبان تُسقط الحكومة الفرنسية.. أزمة سياسية تهدد عرش ماكرون
شهدت فرنسا في الأيام الأخيرة حالة من الاضطراب السياسي بسبب زعيمة أقصى اليمين، ماري لوبان، التي تواصل ممارسة الضغوط على الحكومة الفرنسية بقيادة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه. ويُتوقع أن يشهد اليوم الأربعاء تصويتًا بحجب الثقة ضد الحكومة، بدعم من اليمين المتطرف والجبهة اليسارية، ما يضع الحكومة في خطر حقيقي.
ماري لوبان تزعزع الاستقرار السياسي
بحسب مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، يُعتقد أن ماري لوبان تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين: إحداث الفوضى السياسية في البلاد وإسقاط الرئيس إيمانويل ماكرون. منذ تولي ميشيل بارنييه منصب رئيس الحكومة في سبتمبر/أيلول، فشل في الحصول على دعم لوبان بشكل كامل، رغم محاولاته العديدة لتقديم التنازلات السياسية. وتعتبر لوبان هذه التنازلات غير كافية، مما يهدد استقرار الحكومة الحالية.
الضغط على الحكومة والتلويح بالاستقالة
كان من المتوقع أن يُصوت البرلمان اليوم ضد الحكومة، في خطوة قد تجعل بارنييه يسجل فترة حكم قصيرة في تاريخ فرنسا. في وقت سابق، تعرضت الحكومة لضغوط متزايدة بشأن مشروع الميزانية الذي كان يتضمن زيادة الضرائب وتخفيض الإنفاق. وعلى الرغم من التنازلات التي قدمها بارنييه، بما في ذلك عرض تغييرات في سياسات الأدوية والمعاشات، إلا أن مطالب لوبان كانت تتزايد باستمرار، مما جعل موقفها أكثر صعوبة على الحكومة.
الهدف النهائي: إضعاف ماكرون
يعتقد البعض أن الهدف الحقيقي وراء ضغط ماري لوبان هو إجبار الرئيس ماكرون على الاستقالة. في تصريحاتها الأخيرة، ألمحت إلى أن الرئيس قد يكون مضطراً للاستقالة إذا استمرت الأزمة السياسية، حيث أوضحت أن دستور فرنسا يتيح للرئيس إما إعادة تشكيل الحكومة، أو حل الحكومة، أو الاستقالة. وعلى الرغم من أن ماكرون رد قائلاً إنه سيواصل تنفيذ ولايته بكل طاقته، إلا أن المطالبات بتغيير القيادة تتصاعد.
السيناريو المحتمل: استقالة ماكرون وتأثيرها
إذا استقال ماكرون، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على النظام السياسي الفرنسي، وقد يفتح الباب أمام انتخابات رئاسية مبكرة. لم يحدث أن استقال رئيس فرنسي منذ شارل ديغول في عام 1968. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن الكثير من الفرنسيين يعتقدون أنه يجب على ماكرون التنحي إذا تم الإطاحة بحكومة بارنييه.
الفرصة الكبرى للوبان
إذا تنحى ماكرون، فإن ذلك سيمنح ماري لوبان الفرصة الكبرى لتحقيق طموحاتها السياسية، التي تركز على الرئاسة، وهي التي سبق وأن ترشحت لها ثلاث مرات دون نجاح. ووفقا لبعض التقديرات، فإن خروج ماكرون قد يفتح الطريق أمامها لتصبح أكبر منافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2027.