زيارة ألمانية وفرنسية إلى دمشق.. بوادر مرحلة دبلوماسية جديدة في العلاقات مع سوريا
تشير الزيارة الأخيرة التي قامت بها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى العاصمة السورية دمشق، إلى بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين أوروبا وسوريا، حيث تعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها على مستوى عالٍ من دول غربية منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وفي تصريحاتها التي أدلت بها عقب وصولها، أكدت بيربوك أن زيارتها تأتي كإشارة لبدء "بداية سياسية جديدة" بين أوروبا وسوريا، مشيرة إلى رغبة ألمانيا في دعم جهود دمشق للعودة إلى المجتمع الدولي. وقالت الوزيرة: "نحن نرغب في أن تصبح سوريا دولة قادرة على تنفيذ مهامها بشكل كامل وتستعيد السيطرة على أراضيها".
وبهذه الزيارة، التي تأتي عقب وصول نظيرها الفرنسي جان-نويل بارو، تأتي الدبلوماسية الأوروبية في سياق تعزيز الانتقال السلمي لسوريا في ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها البلاد في الفترة الانتقالية بعد انهيار حكم الأسد. وزيارة المسؤولين الأوروبيين تأتي في وقت تشهد فيه سوريا حركة دبلوماسية نشطة، حيث استقبلت عدة وفود دبلوماسية عربية ودولية بعد فترة من العزلة الممتدة منذ 2011.
وتُعتبر هذه الزيارة خطوة بارزة في تعزيز التعاون بين فرنسا وألمانيا من جهة، وسوريا من جهة أخرى، حيث أكدت بيربوك عن أملها في "عدم تفويت الفرصة لدعم الشعب السوري في هذا المنعطف الحاسم". كما أشار الوزير الفرنسي إلى أهمية هذه الزيارة، قائلاً: "معًا، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين في جميع أطيافهم ونهدف إلى تعزيز انتقال سلمي وفعال يعزز استقرار المنطقة".
ويتضمن برنامج الزيارة أن يقوم الوزيران بزيارة سجن صيدنايا في محيط دمشق، قبل عقد اجتماعات مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وذلك لتقييم خطوات الحكومة السورية الجديدة التي تشرف على المرحلة الانتقالية.
من جهتها، كانت فرنسا قد أرسلت في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي مبعوثين إلى دمشق، في خطوة جاءت في سياق رفع علمها فوق سفارتها المغلقة منذ عام 2012، وهو ما يعكس تحولا في سياسة باريس تجاه النظام السوري. وكذلك أرسلت ألمانيا في نفس اليوم مبعوثين، في إطار البحث عن فرص للتواصل مع السلطات الانتقالية التي ما زالت تراقب خطواتها الأولى بحذر.
ويذكر أن سوريا كانت قد شهدت مؤخرًا هجومًا مباغتًا في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من قبل فصائل مسلحة يقودها "هيئة تحرير الشام"، مما أسفر عن سيطرتها على مدن سورية رئيسية، ومن بينها دمشق. في تلك الأثناء، فر الرئيس السوري بشار الأسد من العاصمة السورية، مما أنهى حكم عائلته الذي استمر أكثر من خمسة عقود.