اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

هبوط الليرة بنحو 11% بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول

التوترات السياسية تهوى بالليرة التركية إلى مستوى تاريخي

الليرة التركية
الليرة التركية

تراجعت الليرة التركية بشكل كبير وسجلت 42 ليرة للدولار في تعاملات أمس الأربعاء بعد أن اعتقلت السلطات رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بتهم "فساد ومساعدة جماعة إرهابية".

وانخفضت الليرة بصورة قياسية مقابل الدولار قبل أن تتحسن إلى 38.90 ليرة في أحدث التعاملات، وكان مستوى إغلاق العملة التركية الثلاثاء سجل 36.67 ليرة للدولار.

من جهتها أعلنت بورصة إسطنبول توقف التداول مؤقتا بعد انخفاض المؤشر الرئيسي 6.87% في التعاملات المبكرة، وتم تفعيل آلية فاصل التداول على مستوى السوق.

وتراجعت السندات السيادية لأجل عشر سنوات، مما أدى إلى ارتفاع عوائدها بمقدار 175 نقطة أساس لتصل إلى 29.94%.

يأتي اعتقال أوغلو بعد سنوات من المعارك القانونية ضده، ويواجه أوغلو دعاوى قضائية متعددة، قد تؤدي أخطرها إلى عقوبة بالسجن لأكثر من 7 سنوات ومنعه من تولي المناصب العامة.

من جانبه، أكد وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك أن السياسة الاقتصادية للحكومة لا تزال بلا تغيير، وقال في تغريدة على موقع إكس: "يستمر البرنامج الاقتصادي الذي نطبقه بعزم".

وشهدت الليرة التركية تراجعا حادا خلال الساعات الأخيرة، مما دفع البنوك المحلية إلى التدخل وبيع نحو 8 مليارات دولار للدفاع عنها، وفقا لما نقلته وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة.

يأتي هذا التراجع في أعقاب اعتقال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي يعده البعض المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، مما أثار حالة من القلق في الأسواق المالية التركية.

وقامت البنوك التركية ببيع نحو 8 مليارات دولار حتى منتصف اليوم الأربعاء في محاولة لدعم الليرة، التي شهدت انخفاضا بنسبة 11% في بعض الأوقات، قبل أن تقلّص خسائرها إلى 5.5% عند مستوى 38.8565 ليرة مقابل الدولار الأميركي بحلول الساعة 12:45 ظهرا في إسطنبول، وكان مستوى إغلاق العملة التركية الثلاثاء سجل 36.67 ليرة مقابل الدولار.

وباعت البنوك التركية نحو 8 مليارات دولار حتى منتصف يوم الأربعاء في محاولة لدعم الليرة، وسط وقف سياسة التيسير النقدي.

وفي ظل هذا التراجع الحاد، توقّع خبراء اقتصاديون أن يضطر البنك المركزي التركي إلى تعليق دورة التيسير النقدي في اجتماعه المقرر في أبريل المقبل.

ووفقا لتحليل نشرته منصة إنفستينغ، فإن انخفاض الليرة بنسبة وصلت إلى 11% في بعض مراحل اليوم يضع صانعي السياسات النقدية في مأزق، إذ من المتوقع أن يؤدي إلى تسارع التضخم خلال هذا الشهر.

وأوضح محللون في "كابيتال إيكونوميكس" أنه "في الأجل القريب جدا، يشكل هذا التطور معضلة كبيرة للبنك المركزي، إذ سيضطر على الأرجح إلى إيقاف دورة تخفيف الفائدة بدلا من خفضها بمقدار 250 نقطة أساس كما كان متوقعا سابقا".

إضافة إلى التأثيرات الاقتصادية المباشرة، أثارت عملية اعتقال إمام أوغلو تساؤلات حول مستقبل الإصلاحات الاقتصادية في البلاد. ويرى خبراء أن هذه الخطوة تشير إلى تزايد المخاطر السياسية وتقديم الاعتبارات السياسية على القرارات الاقتصادية، وهو ما قد يضعف المؤسسات التركية ويقوض جهود استعادة الاستقرار الاقتصادي.

من جهتها، أعلنت بورصة إسطنبول توقف التداول مؤقتا بعد انخفاض المؤشر الرئيسي 6.87% في التعاملات المبكرة، وتم تفعيل آلية فاصل التداول على مستوى السوق.

وتراجعت السندات السيادية لأجل 10 سنوات، مما أدى إلى ارتفاع عوائدها بمقدار 175 نقطة أساس لتصل إلى 29.94%.

وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن السياسات الاقتصادية التركية تواجه تحديات معقدة تتطلب استجابة سريعة من صناع القرار، سواء في البنك المركزي أو الحكومة، للحفاظ على استقرار الأسواق واحتواء تداعيات الأزمة السياسية على الاقتصاد الوطني.