قائد الحرس النبوي.. لمحات من سيرة الصحابي محمد بن مسلمة فارس نبي الله ﷺ
في مواجهة تحديات متعددة، وجدت المدينة المنورة نفسها محاطة بالأعداء من جميع الاتجاهات، حيث كانت قريش تطارد المسلمين المهاجرين، وكانت اليهود تحمل في قلوبها حقدًا وحسدًا يريدون من خلاله القضاء على الدين الجديد الناشئ.
كان الأعراب المحيطون بالمدينة يغوصون في إغارات للسلب والنهب، استنادًا إلى اعتقادهم في ضعف المسلمين، بينما جماعة من أهل المدينة لم يرتضوا فكرة فقدان سيادتهم لرجال المدينة برمتها لصالح محمد صلى الله عليه وسلم.
تعيين رئيسًا للحرس
في محاولة لتأمين المدينة الناشئة، اتخذ النبي محمد صلى الله عليه وسلم إجراءات لتعيين رئيس للحرس، حيث اختار جماعة من المسلمين الأشداء لتولي حراسة المدينة. وفي هذا السياق، أُمِرَ الصحابي محمد بن مسلمة بقيادة هذه الجماعة، مع تكليفهم أيضًا بحماية النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أدى محمد بن مسلمة هذه المهام بتفانٍ كبير، حيث كان يراقب قواته بشكل مستمر، ويسهر على حماية النبي والتصدي لأي تهديد يمكن أن يطاله.
اليهود تنقض العهد
على الرغم وجود العهد بين بني قريظة والنبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن اليهود أظهروا غدرًا واستهتارًا. ففي أعقاب غزوة الأحزاب، انضموا إلى معسكر الأحزاب ونقضوا العهد الذي كان بينهم وبين النبي.
نهاية عادلة
استسلمت بنو قريظة في نهاية المطاف، ونزلوا على حكم سعد بن معاذ، فتذكر سعد غدرهم وخستهم واستحضر وقاحتهم حين قالوا له: ومَن رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد. وتذكر ما كادوا ينزلونه بالمسلمين من إبادة لولا أن تداركهم الله برحمته، فحكم عليهم بالموت، وأقر الرسول هذا الحكم لأنه حكم العدالة الإلهية، فأمر ﷺ أن يجمع رجالهم في ناحية، وأوكل أمر حراستهم إلى محمد بن مسلمة إلى أن نفذ فيهم حكم الله العدل.
وبفضل تفاني محمد بن مسلمة في أداء مهامه بوصفه حارسًا وقائدًا للحرس النبوي، أطلق عليه لقب "فارس نبي الله".