مبادرة ”طريق مكة” لتيسير مشقة الحج عن كبار السن من إندونيسيا
لاقت مبادرة "طريق مكة" التي تنفذها وزارة الداخلية بمطار سوكارنو هاتا الدولي بجاكرتا في تقديم خدمات متميزة للحجاج، مما يسهم في تسهيل رحلتهم الإيمانية، إشادات كبيرة، حيث أعرب حجاج إندونيسيا من كبار السن عن امتنانهم وسعادتهم بالخدمات المقدمة، مشيدين بالجهود المبذولة لتوفير تجربة حج سلسة ومريحة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين
ومن جانبه تؤكد الحاجة سيتي موناساروه البالغة من العمر 69 سنة القادمة من كوروغ تانجيرانج، والتي أجهشت بالبكاء وسبقت عبراتها عباراتها فرحًا بذهابها للبقاع المقدسة، على أهمية المبادرة لكبار السن مثلها، وقالت في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية: " أنا كبيرة في السن، ولا أستطيع المشي، ولم أكن أتوقع أن تكون الإجراءات بهذه السهولة التي أسهمت في تخفيف مشقة الحج ، لقد تم التعامل معنا بكثير من الاحترام والاهتمام، وأشعر بالامتنان الكبير للمملكة العربية السعودية والقائمين على هذه المبادرة الرائعة" .
كما أعرب الحاجة الباكستانية، سوياتني بنتي أمات، البالغة من العمر 68 القادمة من مدينة بوروريجو في جاوة الوسطى، عن شعورها بالامتنان للمملكة على ما تقوم به من خدمات جليلة لضيوف الرحمن، مفيدةً أن مبادرة "طريق مكة" خففت عنهم الكثير من المشقة التي كانوا يواجهونها في السفر المعتاد، خاصة في هذا العمر المتقدم حيث أسهمت بشكل كبير في تسهيل رحلتهم لأداء مناسك الحج وتعزيز راحتهم وسلامتهم.
كما أشاد العديد من حجاج إندونيسيا بجهود المملكة العربية السعودية في توفير كل سبل الراحة وعلى رأس هذه الجهود تأتي مبادرة "طريق مكة"، التي وفرت لهم تسهيلات كبيرة أثناء إنهاء إجراءات السفر من مطار جاكرتا مؤكدين أن هذه المبادرة أسهمت في تقليل وقت الانتظار وتسهيل الإجراءات، مما جعل رحلتهم إلى الأراضي المقدسة أكثر سهولة ويسر، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
كما رصدت الوكالة العديد من الشهادات الحية من الحجاج الإندونيسيين كبار السن، حول مدى التأثير الإيجابي لمبادرة "طريق مكة" في تسهيل رحلتهم في أداء مناسك الحج، كما تجسد هذه المبادرة روح التعاون بين المملكة العربية السعودية وإندونيسيا، وتعكس التفاني في خدمة ضيوف الرحمن بما يحقق رؤية المملكة 2030 في تقديم أفضل الخدمات للحجاج ليس من إندونسيا فحسب بل من كل بقاع دول العالم.
ومن الجهود السعودية لموسم الحج هذا العام، تتمثل في موافقة أفواج الحجاج منذ لحظة وصولهم إلى المملكة عبر جميع المنافذ، صور عديدة من الرعاية التي تبذلها الجهات ذات العلاقة، بما يوفّر لهم الراحة، وسهولة الوصول إلى جميع محطات رحلتهم الإيمانية، وتتجسد الجهود في توفير سقيا مياه زمزم الباردة على مدار الساعة في أرجاء المسجد النبوي، أحد أبرز أشكال العناية بالمصلين والزائرين ورعايتهم، وتخضع المياه لبرنامج عناية مستمر، تشرف عليه إدارة السقيا، يبدأ باستقبال 300 طن من مياه زمزم محملة بواسطة الصهاريج يومياً من مصدرها بمكة المكرمة، يتم تحويلها إلى خزانات مخصصة، كما تخضع كميات المياه الواردة والجاهزة للشرب إلى فحص عينات عشوائية من المياه في المختبر بشكل يومي، إضافة إلى مراحل التبريد، والتعبئة، وتنظيف ورفع الآلاف من حافظات المياه في قسمي الرجال والنساء بالمسجد النبوي، وإعادة تعبئتها، وفق برنامج دقيق، تتضاعف خلاله جهود العاملين وكميات المياه تبعاً لزيادة أعداد المصلين خلال موسم الحج.
وتأتي المظلات في ساحات المسجد النبوي بتصميمها الفريد، صورة من صور العناية بضيوف الرحمن، حيث تغطي 250 مظلة ساحات المسجد النبوي خلال فترات النهار، تسهم المظلة في حماية المصلين من أشعة وحرارة الشمس، خاصة في فصل الصيف، ومخاطر الانزلاق عند هطول الأمطار، كما تحوي كل مظلة خاصية تصريف المياه. على أن تستوعب المظلة الواحدة أكثر من 900 مصلٍ عند فتحها، فيما تبلغ السعة الكلية أكثر من 228 ألف مصلٍ في جميع المظلات، كما يبلغ ارتفاع المظلة 15 متراً، ويبلغ وزن المظلة الواحدة 40 طناً، وتتشكّل على هيئة تاج ورمح من النحاس المطلي بالذهب في نهاية المظلة العلوية، وتحوي المظلات 1000 وحدة إنارة.
كما تتميز المظلات بأن الواحدة منها تضم 436 مروحة رذاذ صُممت لتبريد الساحات عن طريق الهواء البارد الممزوج برذاذ الماء لتلطيف الأجواء على امتداد مساحة الظل التي تغطيها المظلات في أرجاء ساحات المسجد النبوي، ما يسهم في خفض درجة الحرارة وتهيئة المكان للعبادة والراحة خلال ارتفاع درجة الحرارة صيفا.