انتخابات الأردن 2024.. النساء يغيرن قواعد اللعبة السياسية
تستقطب الانتخابات البرلمانية في الأردن اهتمامًا متزايدًا من قبل النساء، إذ تطمح الأردنيات إلى تعزيز مشاركتهن السياسية والتفاعل بشكل أكبر في الشأن العام.
وفي بلدة ناعور، الواقعة جنوبي العاصمة عمان، وقفت عائدة سليمان (56 عامًا) على رصيف أحد شوارع البلدة، مستعرضة صور المرشحين للانتخابات البرلمانية، وقد تخللت وجهها ابتسامة ملحوظة. وقالت عائدة، وهي ربة منزل تقاعدت من عملها كمدرسة لمادة الرياضيات، إنها ترى لأول مرة هذا العدد الكبير من صور المرشحات الشابات في ناعور.
وأضافت عائدة أن هذه البلدة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 100 ألف نسمة، لطالما كانت تشهد هيمنة المرشحين الذكور في الانتخابات السابقة، مشيرة إلى أن "المجتمع الذكوري وكثرة المتشددين والعشائرية" طغت على طابع البلدة. ورأت أن زيادة عدد المرشحات أمر إيجابي، يعكس تقبل المجتمع لفكرة تمثيل المرأة والشابة في البرلمان، وأعربت عن تفاؤلها بالانتخابات الحالية.
وفي العاشر من سبتمبر المقبل، سيتمكن أكثر من 5.1 مليون ناخب وناخبة من التوجه إلى مراكز الاقتراع لاختيار 138 عضوًا في البرلمان.
من جانبها، قالت دعاء مصطفى البراري، إحدى المرشحات عن الدائرة الثانية، إن التعديلات التي أدخلت على قانون الانتخاب جاءت استجابة لرؤية الملك عبدالله الثاني لتمكين المرأة والشباب وتحديث المنظومة السياسية. وأضافت البراري، التي تأمل أن تمثل سكان بلدة ناعور في حال فوزها، أن القانون الجديد يعزز من تمثيل المرأة عبر القائمة المحلية والقائمة العامة (الأحزاب).
وبموجب قانون الانتخاب لعام 2022، تم زيادة عدد مقاعد النساء من 15 إلى 18 مقعدًا في الدوائر المحلية، كما أُعطيت المرأة فرصة التنافس عبر القوائم المحلية. ولأول مرة، تم إلزام القوائم العامة (الأحزاب) بوجود مقعد للمرأة ضمن أول ثلاثة مقاعد، ومقعد آخر بين ثاني ثلاثة مقاعد في القائمة المغلقة للأحزاب، مع إدراج مقعد للشباب تحت سن 35 عامًا ضمن أول خمسة مقاعد.
وأوضحت البراري، التي تمثل حزب الميثاق الوطني، أن مسؤوليتها كمرشحة شابة تتمثل في إحداث تغيير إيجابي ومواجهة التحديات التي تواجه المرأة والشباب. وأضافت "أؤمن بأن المرأة والشباب هما شريكان أساسيان في صنع القرار وركيزتان لا غنى عنهما في المجتمع."
من جهة أخرى، كشفت الهيئة المستقلة للانتخاب أن نسبة المرشحات في انتخابات 2024 ارتفعت إلى 24% مقارنة بـ21% في انتخابات 2020. وأكد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية حديثة الخريشة أن الانتخابات المقبلة تمثل فرصة تاريخية لزيادة تمثيل المرأة تحت قبة البرلمان، متوقعًا أن تصل نسبة المقاعد التي ستشغلها النساء إلى أكثر من 20%.
وقالت عبير دبابنة، عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، إن قانون الانتخاب الجديد يعزز تمكين المرأة الأردنية في الفضاء العام ويتيح لها فرصة المشاركة الفعالة في صنع القرار. وأشارت إلى أن هذه الانتخابات شهدت ترشح 25 امرأة خارج نظام الكوتا، وهو ما يعكس رغبة المرأة في خوض الانتخابات عبر التنافس الحر. وتوقعت دبابنة أن تشهد الانتخابات إقبالًا كبيرًا على صناديق الاقتراع لدعم المرأة والشباب.
كما لفتت دبابنة إلى أن هناك آليات جديدة لمراقبة العنف الانتخابي بحق النساء، بما في ذلك لجنة للشكاوى وآليات رصد في مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى إشراك بعثة من الاتحاد الأوروبي لمراقبة سير الانتخابات.
